أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأردنية ل “الشرق” أن الخارجية الأردنية أبلغت رسمياً “عتاباً” للخارجية الأمريكية، وذلك بسبب قيام الأخيرة يوم السبت الماضي بالإعلان عن جولة جديدة من المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية في عمان أمس. وفي الوقت نفسه رفض مسؤولون في الخارجية الأردنية التعقيب رسمياً على تلك الجولة، حيث اكتفوا بالقول: “أن لا تعليق حتى الآن على هذه الاجتماعات”، في مؤشر على الانزعاج الأردني. ويأتي الانزعاج بسبب خرق أمريكا لاتفاق تم التوصل إليه في الجولة الأولى التي عقدت في عمان الأسبوع الماضي ويقضي بعدم الإدلاء بأية تصريحات بخصوص تلك المفاوضات إلا من قبل الجانب الأردني، وتحديداً من قبل وزير الخارجية ناصر جودة. وتقول مصادر “الشرق” إن الخارجية الأردنية ترى طريقة الخارجية الأمريكية في الإعلان عن اللقاء قبل أن يعلن الجانب الأردني تسبب له إحراجاً، خاصة لوزير الخارجية ناصر جودة. وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في الاجتماع السابق قد قال إننا “اتفقنا على أن هذا الحديث مستمر، واتفقنا على أن مكان انعقاد هذه الاجتماعات سيكون هنا في الأردن”. وتابع “كما اتفقنا على ألا نعلن عن هذه الاجتماعات مسبقا، أو نتحدث عنها، إلا من خلال البلد المضيف وهو الأردن، واتفقنا مع جميع الأطراف الرباعية الدولية والجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أن تكون التصريحات حول الاجتماعات من قبلي شخصيا، لذلك أرجو احترام هذا الأمر لأننا نريد أن نحقق إنجازا ونحرز تقدما”. وكان الأردن قد بذل جهوداً كبيرة لإطلاق تلك اللقاءات على أمل أن تتطور إلى مفاوضات خلال الفترة المقبلة. ومن المنتظر أن يشارك في لقاء الإثنين مسؤولون من الخارجية الأردنية وبمشاركة من ممثلين عن اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، فيما يشارك وفد فلسطيني برئاسة صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، بينما يمثل الجانب الإسرائيلي إسحق مولخو المستشار الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. إلى ذلك لفتت مصادر مطلعة إلى أن مولخو يمثل دولة إسرائيل وليس الحكومة رغم أنه مستشار لنتنياهو، حيث إنه ليس موظفاً في وزارة الخارجية، ويعطي ذلك مؤشراً على عمق التوتر بين الأردن وحكومة نتنياهو، فيما تؤكد المصادر أن الخطوط الأردنية كانت مفتوحة أكثر على الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أثناء الإعداد للمفاوضات.