كشفت محافل إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس عدة تدابير لبناء الثقة مع الجانب الفلسطيني للحفاظ على محادثات السلام الجارية حالياً في العاصمة الأردنية عمان. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن نتنياهو قوله : «أتوقع أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيواصل المحادثات التي بدأت في الأردن»، مضيفاً أن عباس سيوقف مساعيه للحصول على دولة فلسطينية في الأممالمتحدة. جاءت هذه التصريحات لنتنياهو بعد اللقاء الثاني بين مبعوثه للمحادثات «إسحاق مولخو» وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بحضور وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وممثلين عن اللجنة الرباعية والولايات المتحدة وروسيا والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وأشارت إلى أن مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي فضلوا عدم إعطاء أي تفاصيل عن المحادثات، إلا أنهم قالوا : «هناك اجتماع ثالث سيعقد قبل نهاية الشهر الجاري».وأوضحت مصادر إسرائيلية مطلعة أن الوسطاء يركزون الجهود على ألا تخرج المحادثات عن مسارها والهدف منها الحفاظ على أطراف الحديث بعد ثلاثة أشهر من المناقشات المخصصة وهي الحدود والترتيبات الأمنية نهاية 26يانير. وقال ممثلو اللجنة الرباعية من أجل تعزيز «الثقة والاستقرار» : إنهم أبلغوا الوفد الفلسطيني بأن إسرائيل سوف تتخذ تدابير لبناء الثقة منها الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وتوسيع من جانبه ادعى مصدر إسرائيلي آخر أن الهدف هو إعطاء الفلسطينيين «القليل من الحلوى من أجل ضمان عودتهم لطاولة المباحثات» لاسيما أن نتنياهو ومستشاريه على استعداد لاتخاذ هذه الخطوات بشرط أن يلتزم الفلسطينيون بهذه المحادثات والتوقف عن الذهاب إلى الأممالمتحدة».سيطرة السلطة الفلسطينية في أراضي الضفة الغربية واتخاذ تدابير أخرى مماثلة. من جانبه ادعى مصدر إسرائيلي آخر أن الهدف هو إعطاء الفلسطينيين «القليل من الحلوى من أجل ضمان عودتهم لطاولة المباحثات» لاسيما أن نتنياهو ومستشاريه على استعداد لاتخاذ هذه الخطوات بشرط أن يلتزم الفلسطينيون بهذه المحادثات والتوقف عن الذهاب إلى الأممالمتحدة». وأضاف المصدر ان نتنياهو ومساعديه متأكدون من أن الفلسطينيين لن يكونوا قادرين على ترك المحادثات في نهاية يناير ، على الرغم من تهديداتهم، بسبب الالتزام الذي قطعوه على أنفسهم لملك الأردن. طلبات أردنية أمريكية وكشفت المحافل ان نتنياهو يفكر في الاستجابة لطلبات أردنية وأمريكية بتنفيذ سلسلة من (المبادرات الطيبة) تجاه السلطة الفلسطينية، لكنه يشترط ذلك بالتزام من جانب رئيس السلطة محمود عباس بألا يعود لاتخاذ الخطوات أحادية الجانب ضد اسرائيل في الأممالمتحدة وان يواصل المحادثات التي بدأت في الأردن قبل نحو أسبوع. وحسب مصدرين اسرائيليين ضالعين في تفاصيل الاتصالات في الموضوع، فان الجهد الأساس لأعضاء الرباعية والأردن هو منع تفجير محادثات جس النبض التي بدأت مؤخرا، وادخال الطرفين في مسيرة تستمر بعد 26 كانون الثاني ايضا، الموعد الذي تنتهي فيه الأشهر الثلاثة التي خُصصت للمحادثات في موضوع الحدود والترتيبات الأمنية. وبدأت محاولة «حبس» اسرائيل والفلسطينيين في المسيرة قبل اللقاء الاول بين الطرفين، فالأردنيون بالتنسيق مع الرباعية، قاموا بمناورة علاقات عامة. فقد بعثوا دعوات لمحادثات تحددت فيها ثلاث جولات من المحادثات حتى نهاية يناير الحالي، لكنهم لم يعلنوا ذلك علنا. وفور اللقاء الأول في الأسبوع الماضي أعلن الأردنيون أنه تقرر لقاء آخر وهكذا أوجدوا احساسا ببعض الزخم. بذات الشكل، بعد اللقاء الثاني أمس، قيل عن لقاء آخر بين الطرفين الأسبوع المقبل. سيناريو مرسوم وحسب أحد المصادر الاسرائيلية، فان الرباعية تعتزم ان تنشر في نهاية الشهر بيانا بموجبه تعرب عن الرضا من تقدم المحادثات حتى الآن، مع التشديد الى جانب ذلك على ان هناك حاجة لزمن آخر للمحادثات، وستدعو الرباعية الاسرائيليين والفلسطينيين الى الاستمرار لعدة أشهر أخرى في الاتصالات انطلاقا من الافتراض بأن الطرفين لن يتمكنا من رفض الاقتراح. «الهدف هو كسب أكبر قدر ممكن من الوقت دون تفجير المحادثات وعودة الفلسطينيين الى الخطوات في الأممالمتحدة»، قال المصدر الاسرائيلي : «الامريكيون يريدون الوصول بهذا الشكل الى أقرب مسافة ممكنة من الانتخابات للرئاسة التي ستعقد في تشرين الثاني». وتسمى محافل في الرباعية المبادرات الطيبة «رزمة استقرار». ويدور الحديث ضمن أمور أخرى عن تحرير أسرى فلسطينيين وتوسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية في مزيد من المناطق في الضفة الغربية، وقد تعهد نتنياهو بالنظر بالايجاب في «رزمة الاستقرار» هذه على الأقل ثلاث مرات في السنتين الاخيرتين، لكنه المرة تلو الأخرى تراجع في اللحظة الاخيرة بأعذار مختلفة، وقال مقربون من نتنياهو : «النية هي للاغلاق على الفلسطينيين داخل المحادثات واعطائهم مقابل ذلك بعض السكاكر «.