أعلنت إيران أمس، بعد أيام فقط على فشل محاثاتها في ألما آتا عاصمة كازاخستان مع الدول الست المعنية بملفها النووي، تشغيل منجمين جديدين لليورانيوم، سيزوّدان منشأة لإنتاج «الكعكة الصفراء»، وهذه مرحلة في تخصيب اليورانيوم ليصبح وقوداً يُستخدم في تشغيل مفاعلات ذرية. وكررت إيران رفضها طلب الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) تجميد التخصيب بنسبة 20 في المئة، أو إرسال مخزونها منه إلى الخارج، مؤكدة أن الغرب سيعجز عن «سلبها» مكانتها بصفتها «دولة نووية». وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس محمود أحمدي نجاد دشّن، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، منجمين في منطقة ساغند في محافظة يزد وسط البلاد، حيث سيُستخرج اليورانيوم من عمق 350 متراً، ويُنقل إلى «مجمّع الشهيد داريوش رضائي نجاد» في أردكان في المحافظة ذاتها، القادر على إنتاج 60 طناً من «الكعكة الصفراء» سنوياً، والذي يُستخدم لإنتاج اليورانيوم المخصب. ورضائي نجاد عالِم نووي إيراني اغتيل في طهران قبل سنوات. ولدى إيران مناجم يورانيوم أخرى، وهي قادرة على تحويل خام اليورانيوم إلى «كعكة صفراء». لكن المنجمَين الجديدين ومنشأة أردكان، تمنح طهران مزيداً من الاكتفاء الذاتي في المواد الخام، وتتيح لها توسيع نشاطاتها النووية. وأفاد «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» (مقره لندن) بأن منجمي ساغند اكتُشِفا عام 1985، لكن خبراء غربيين أشاروا إلى أنهما يحويان معادن ذات نوعية سيئة. ونشر معهد «كارنيغي» و «اتحاد العلماء الأميركيين» الأسبوع الماضي، تقريراً أفاد بأن ندرة موارد اليورانيوم في إيران، وقلة جودتها، يجبرانها على «الاعتماد على مصادر خارجية» لهذه المادة. لكن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أعلن أن بلاده «باتت تملك مجمل سلسلة إنتاج الطاقة النووية»، وأضاف خلال احتفال ب «اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية»: «كنا نعتمد على الخارج للتزوّد بالكعكة الصفراء، لكن بفضل الله نحن ندشّن منجماً تلو آخر». وحضّ «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» على «تسريع عملها» لتطوير البرنامج النووي، وزاد: «أصبحنا دولة نووية، ولا أحد يمكنه سلب ذلك منا». وخاطب الغربيين، قائلاً: «لن تستطيعوا منعنا من امتلاك تكنولوجيا نووية. الحل الوحيد لديكم هو التعاون معنا، واحترام حقوقنا». وشدد رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني على رفض بلاده «تجميد التخصيب بنسبة 20 في المئة، وإرسال مخزوننا منه إلى الخارج»، وحض الدول الست على «طرح اقتراحات معقولة». وأردف: «بدأنا تصميم مفاعل قوته 10 ميغاواط، ونسعى إلى تحديد موقعه». ولم ترَ وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي تقود وفد الدول الست في المحادثات مع إيران، مفاجأة في ما أعلنته طهران أمس، إذ قال الناطق باسمها مايكل مان: «نحض إيران على أن تمتثل في نشاطاتها النووية، بالتزاماتها الدولية». في غضون ذلك، أعلنت السلطات الإيرانية مقتل 31 شخصاً على الأقل وجرح 800، بهزة قوتها 6.1 درجة على مقياس ريختر، ضربت منطقة كاكي في محافظة بوشهر جنوب البلاد. لكن رئيس مفاعل بوشهر النووي محمد جعفري أكد أن المحطة «لم تتأثر بالهزة، وتواصل نشاطها في شكل طبيعي»، وبرّر ذلك بأنها تبعد حوالى 160 كيلومتراً عن مكان حدوث الهزة. إلى ذلك، أعلن قائد البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني الأميرال علي فدوي أن قواته «أوجدت بنى تحتية جيدة لحفظ الأمن والاستقرار في الخليج»، مضيفاً: «لدى أعدائنا نقاط ضعف استراتيجية كثيرة، أياً تكن ظروفهم، ونأخذها في الاعتبار في حساباتنا».