طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – عشية استئنافها المفاوضات في جنيف اليوم، مع الدول الست المعنية بملفها النووي، أعلنت ايران امس انها انتجت محلياً للمرة الأولى، شحنة من «الكعكة الصفراء» المستخدمة في إنتاج اليورانيوم المخصب. وحصلت ايران من جنوب افريقيا خلال عهد الشاه في سبعينات القرن العشرين، على نحو 600 طن من «الكعكة الصفراء»، اضافة الى كميات أخرى من الصين قبل فرض العقوبات الدولية عليها بسبب برنامجها النووي. وحظّرت العقوبات تصدير «الكعكة الصفراء» الى ايران منذ 2006، فيما رجّح خبراء نفاد مخزونها من هذه المادة، قبل توصلها الى انتاجها. وعام 2009، أفاد تقرير ل «المعهد الدولي للعلوم والامن» بأن طهران استهلكت 75 في المئة من مخزونها من «الكعكة الصفراء المُستخدمة لانتاج غاز سداسي فلورايد اليورانيوم الذي يُضخ في اجهزة الطرد المركزي لانتاج اليورانيوم المخصب. وقال رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي: «الغربيون كانوا يأملون في حصول مشكلات لدينا في ما يتعلق بالتزود بالمادة الأولية (لانتاج اليورانيوم المخصب)، لكننا تلقينا اليوم (أمس) الدفعة الأولى من الكعكة الصفراء من منجم غاشين» قرب بندر عباس جنوب البلاد. وأضاف أن هذه المادة التي كانت «تُستورد من الخارج، سُلّمت الى منشأة أصفهان» وسط ايران لتحويل اليورانيوم، موضحاً ان «العملية تجري بكاملها تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأشار صالحي الى ان بلاده ستدشّن قريباً منجم يورانيوم اكثر ضخامة في «ساغند» وسط ايران، «كما يجري العمل بوتيرة متسارعة في منجم الكعكة الصفراء في اردكان». وأكد ان «ايران لن تواجه بعد الآن مشكلة في توفير مخزون الكعكة الصفراء»، مشدداً على انها «ستتمكن خلال السنوات الخمس المقبلة، من توفير كلّ حاجات البلاد المحلية من الوقود النووي». وأكد ان «ذلك يعني ان ايران حققت اكتفاءً ذاتياً في دورة الوقود النووي»، مذكراً بتحقيق هذا الانجاز، بعد اسبوع على اغتيال العالِم النووي مجيد شهرياري في طهران. وتوجّه الى «المجرمين والاشرار» قائلاً: «مهما بذلوا من جهد لفرض عقوبات ووضع كلّ أنواع العقبات، نشاطاتنا النووية تتقدم. اننا صامدون وسنواصل المقاومة». يأتي ذلك بعدما جدّد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تأكيده ان بلاده «لن تتفاوض مع أحد على حقوق الامة الايرانية غير القابلة للتصرف». وقال: «نحن مستعدون لتعاون بنّاء في مجالات الاقتصاد والنووي والامن الدولي والسياسة، وللتعاون بهدف معالجة المشاكل العالمية». واعتبر المحادثات «فرصة استثنائية للغربيين»، مضيفاً: «من مصلحتهم أن يقبلوا بإيران (دولة) نووية، اذ أنهم سيعزلون أنفسهم بخلاف ذلك». في المنامة، دعا وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس طهران الى «الالتزام جدياً وفي شكل بنّاء، تبديد قلق» المجتمع الدولي خلال محادثات جنيف، مضيفاً: «نريد تسوية تفاوضية، غير عسكرية، لكن على ايران العمل معنا لإنجاز هذه النتيجة». وشدد على ان «امتلاك ايران سلاحاً نووياً لن يرضى به المجتمع الدولي، وقد يعني نهاية معاهدة حظر الانتشار النووي».