رجال الأعمال السعوديون مدعوون لاستثمار 300 ألف هكتار من الأراضي الزراعية المغربية عزا وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز أخنوش، ضعف التبادل التجاري بين السعودية والمغرب إلى المشكلات اللوجستية وفي مقدمتها النقل، التي جعلت المستثمرين المغاربة يتجهون إلى أسواق أخرى. وقال ل»الشرق»، عقب لقائه رجال الأعمال في غرفة الرياض أمس، إن الفترة الماضية شهدت تراجعاً واضحاً في حجم المنتجات المغربية داخل السعودية، إذ أصبحت هذه المنتجات تذهب إلى الاتحاد الأوروبي وأمريكا، مضيفاً «نسعى إلى العودة إلى السوق السعودية ودراسة بعض الحلول اللوجستية، وتقديم عروض لجلب الاستثمار». وأشار إلى أن المغرب لديه مخطط لجلب الاستثمار من الخارج «المخطط الأخضر» من الخارج. وأكد أن زيارته للمملكة تهدف إلى تفعيل العلاقات الزراعية، وأن تكون في مستوى علاقات قادة البلدين. وأشار أخنوش إلى أن السعودية لديها برامجها الخاصة بالزراعة، رغم إشكالية المياه، إلا أن وزارة الزراعة لديها خطة لإعادة الهيلكة، مفيداً أن وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، أكد له أنهم يسيرون في الطريق الصحيح. ورأى أن الاستثمار هو صلب المعادلة لتحقيق الأمن الغذائي، داعياً إلى تحسين المناخ العام للاستثمار والاهتمام بالزراعة. وأعلن وزير الفلاحة خلال اللقاء جاهزية 300 ألف هتكار من الأراضي الزراعية المغربية للاستثمار، داعياً رجال الأعمال السعوديين إلى المبادرة والاستفادة من الفرص الواعدة في القطاع الزراعي المغربي، مؤكداً أن بلاده ترغب في إقامة علاقات شراكة مع المملكة في المجال الزراعي والاستفادة من الخبرات في مجالات الفلاحة المختلفة بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين. وقال إن الحكومة المغربية بصدد إدخال تعديلات على قانون الاستثمار لاستقطاب مزيد من المستثمرين خاصة في المجال الزراعي، مشيراً إلى أنه أجرى عدة لقاءات مع المسؤولين في القطاع الزراعي السعودي تم خلالها التأكيد على أهمية تفعيل التعاون بين البلدين والعمل سوياً لحل العقبات التي تعوق وصول المنتجات الزراعية للسوق السعودية، ومن بينها مشكلة النقل، مشيراً إلى وجود مساعٍ مشتركة لحل هذه المشكلة. من جهته، قال رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض الدكتور عبدالرحمن الزامل، إن المملكة استطاعت أن توظف مواردها المالية بصورة جيدة مكنتها من تحقيق عائدات مجزية على المستوى الاقتصادي، مضيفاً أن القطاع الخاص السعودي لديه استثمارات واسعة في عديد من البلدان العربية. وأشار إلى وجود رغبة سعودية في الاستفادة من خبرات المغرب المتعددة في القطاع الزراعي، داعياً الطرفين للتعاون من أجل تذليل العقبات التي تحول دون وصول منتجات المغرب الزراعية إلى السوق السعودية. وأفاد أن جهود الجهات المسؤولة في وزارة الزراعة خلال الفترة الماضية ساعدت في تحقيق نهضة في القطاع الزراعي نتج عنها تحقيق اكتفاء ذاتي في بعض السلع مثل الدواجن ومنتجات الألبان، فيما شهد القطاع الزراعي الصناعي تطوراً كبيراً. وأكد وكيل وزارة الزراعة للأبحاث والتنمية الزراعية المهندس جابر الشهري، رغبة المملكة في الاستفادة من خبرات المغرب في مجال الاستزراع السمكي والتنمية الريفية وإقامة السدود، وقال «نتطلع إلى مبادرات فاعلة من قِبل الإخوة في المغرب للتعاون في هذه المجالات، ورأى أن وجود قوانين استثمارية جاذبة ستدفع بالتعاون الزراعي والاقتصادي بين البلدين. فيما رأى عضو مجلس غرفة الرياض رئيس لجنة الزراعة والأمن الغذائي محمد الحمادي، أن اللقاء مثّل فرصة جيدة للتباحث حول الوسائل والآليات التي تسهم في دعم وتطوير علاقات البلدين التجارية والاستثمارية، وأشار إلى وجود جهود مشتركة لحل المعوقات كافة التي تحول دون وصول المنتجات المغربية للسوق السعودية، لاسيما في مجال النقل.