عشق العم أحمد فرج الحمدي البحر منذ طفولته، وتعلَّم السباحة إلى أعماقه منذ أن كان في سن الثانية عشرة، حيث كان يرافق والده وأعمامه ليستخرج الأصداف وبداخلها اللؤلؤ من عمق البحار، وقد حافظ بدوره على موروث أجداده، يقول الحمدي «أنا ابن البحر منذ 45 عاماً، أعمل على استخراج الأصداف واللؤلؤ، وقد كانوا سابقاً يغوصون لأمتار في عمق البحر، ويحملون معهم منظاراً بحرياً يصنعونه بأنفسهم من (التنك)، ويقصون جزءاً منه لوضع زجاجة تعمل بدورها على تكبير حجم الأشياء في البحر، فتمكنهم من الرؤية حتى 15 متراً للأمام، وبعد استخراج الأصداف نفتحها لنحصل على ما في داخلها من لؤلؤ، من خلال الاستعانة بالسكين، ليتم بيعه في السودان، حيث كانت قيمة اللؤلؤ عالية جداً آنذاك». وبيَّن الحمدي أنه لا يستطيع الابتعاد عن البحر، مشيراً إلى أنه يبيع الأصداف بعد استخراجها من البحر لمصنعي التحف بمبلغ من خمسة إلى ثمانية ريالات، وكذلك لخياطي الملابس الذين يستخدمون الصدف لأزرار الملابس، منوهاً بأنه شارك في عديد من الاحتفالات التراثية في جدة والدمام والطائف، وفي سوق عكاظ، كما أنه من المشاركين في مهرجان الجنادرية منذ 26 عاماً.