قاد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي جولة ترويج انتخابية لقائمته دولة القانون، مبشراً ناخبيه بتشكيل حكومة أغلبية سياسية تجمع كتلته وبقية الراغبين بالمشاركة معه في إدارة هذه الحكومة لما تبقى من عمر الدورة التشريعية التي تنتهي في سبتمبر من العام المقبل. وأعلن مصدر رسمي من حزب الدعوة الإسلامية في النجف ل «الشرق» إنَّ المالكي وصل أمس إلى النجف وألقى كلمة أمام حشد من مؤيدي قائمته الانتخابية في النجف، وكان المالكي شارك في حفل أقامته قائمة ائتلاف دولة القانون في كربلاء، مسقط رأسه، لاستعراض مرشحيها للانتخابات المحلية، أكد فيه أنه «لا إنقاذ من هذا المأزق الذي تعيشه البلاد إلا في حكومة الأغلبية». وترى مصادر برلمانية عراقية أن «حماسة المالكي في الحديث عن حكومة الأغلبية السياسية تأتي بعد أقل من 24 ساعة على إعلان مستشار وزير الخارجية الأمريكي «بريت ماكجورك» خلال لقائه الصحفيين في السفارة الأمريكية ببغداد الجمعة، أن الولاياتالمتحدة تدعم ولأول مرة تشكيل حكومة أغلبية سياسية في العراق، وأكد أنه توجهٌ يضمنه الدستور مثلما يضم حجب الثقة عن الحكومة». وتعلل هذه المصادر في حديثها ل «الشرق» أسباب الموقف الأمريكي بأن إدارة الرئيس أوباما لا تريد رؤية الأخطاء الأمريكية في العراق الجديد، عبر تصاعد موجة الاحتجاجات في الكونجرس الأمريكي من فاتورة الحرب الأمريكية الباهظة في العراق وأفغانستان، واستدركت المصادر أن الموقف الأمريكي ربما لم يفهم بوضوح لأنَّ حكومة الأغلبية البرلمانية تعني تشكيل قائمتين كبيرتين في البرلمان المقبل، سواء خلال الانتخابات أم بعدها، ومن هذا التشكيل تخرج حكومة الأغلبية البرلمانية، وأي متغيرات في الخارطة البرلمانية المقبلة، تأتي أولاً من صناديق الاقتراع، وقيادة المالكي لحملة دولة القانون لمجالس المحافظات بنفسه تؤكد أنه يستعد بقوة لانتخابات مجلس النواب المقبلة ولفترة رئاسة ثالثة للحكومة. من جانب آخر، أكد رئيس ائتلاف العراقية إياد علاوي، أمس، أن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أبلغ وفد التحالف الوطني الذي زار أربيل، الخميس، أنه «لا حوار مع حكومة بغداد دون تثبيت الاتفاقات الوطنية والتوقف عن استهداف الشركاء السياسيين، فيما أشار إلى أن بارزاني أكد أنه «ينتظر موقف التحالف الوطني إذا كان هذا الوفد يمثله أو يمثل جزءاً منه». وأضاف علاوي أن «بارزاني طالب وفد التحالف الوطني بضرورة تنفيذ جميع ما تم التوافق عليه سواء بالشق الوطني العراقي أو ما يتعلق بالكرد»، مشيراً إلى أن «بارزاني أكد أنه ينتظر موقف التحالف إذا كان هذا الوفد يمثله كله أو جزءاً منه». وفي هذا الإطار، أكد النائب عن التحالف الكردستاني محما خليل أن «رسالة إقليم كردستان التي تم تسليمها إلى وفد التحالف الوطني الذي التقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني مؤخرا تمثل رسالة الفرصة الأخيرة أمام الحكومة لمراجعة موقفها تجاه الشركاء السياسيين وتنفيذ الاتفاقيات والتعهدات السابقة وحقوق الإقليم». وقال في بيان صحفي أمس «إن جميع الخيارات مفتوحة أمام الأكرد في حالة عدم التعاطي بإيجابية معها، وقد أعذر من أنذر» بحسب تعبيره. مضيفاً «أن رسالة الإقليم التي سلمها بارزاني إلى وفد التحالف الوطني كانت واضحةً جداً وصريحةً وقويةً وتطرقت إلى جميع القضايا العالقة بين بغداد وأربيل»، دون ذكر تفاصيلها. وأكد خليل أن «الأكرد قدموا كل ما بوسعهم من أجل إيجاد حلول حقيقية ناجحة للمشاكل العالقة وتجاوز العقبات التي تعترض العملية السياسية والديمقراطية ووقف سياسة التهميش والإقصاء ضد الشركاء السياسيين». وكان وفد من التحالف الوطني برئاسة خالد العطية القيادي في ائتلاف دولة القانون وصل إلى أربيل الأسبوع الماضي وتباحث مع القيادة الكردية في الخلافات بين الإقليم والحكومة الاتحادية.