- (يا عمّي عندك تويتر)؟ - («أنت مجنون؟ ما هو كلّ العالم في تويتر.. ولا يطلع في الجريدة إلا الواصلين والنخبة»)! تخيّل نفسك مكان المخاطَب بنشر اسمه مع صورته في الجريدة، أو جرِّب أن تقولها لأحدهم، ستجد في الغالب صاحبنا ينشر الخبر بين أصدقائه، ويشتري نُسخا ويوزّعها ويحتفظ بما تبقّى. قد تقول: هذا كان قديماً. والسؤال: ما السّر الذي جعل فئات من الناس يُسفّهون الصحافة بقولهم (سخافة) و.. (صفحات صفراء) (مُطبِّلة)؟! هل العيب فعلاً من صحافةٍ باتت تُكرّر نفس التصريحات دون ملل، وتنشر النقد أحياناً ولا يتغير شيء حتى استشعر القارئ أنّها لا تُمثّله.. في حين لو وُضِعَت صورته أقبل عليها؟! أم من قارئٍ ينتقي كيفما شاء وبهواه؟! القارئ إن لم يرَ ما يُعجِبه قال: (كلام جرايد) وهو لا ينفكّ يقرأها! أحيانا حتى الكُتّاب لا يُنصِفون الصُّحف التي تبنّتهم واستضافتهم واستَكْتَبَتْهُم؛ إذ يُمارسون تناقضاً واضحاً بتحقيرها (في تويتر) وهم لا يزالون يكتبون فيها وكأنهم مُرغَمون على الكتابة! ولا أدري لِمَ لم يستريحوا ويُريحوا؟! نعم.. قد تنتقد بعض التصريحات وتخالف مرؤوسيك في المكان الذي تعمل فيه، أو مستوى الرقابة، لكن أن تستحقر المجال وتتضجّر منه وأنت فيه، ولستَ مُرغَماً.. فهذا هو الشيء غير المفهوم!