طلبة سعوديون مع زملائهم الأجانب في الخارج (الشرق) الرياض – عدنان العدواني ذكر الملحق الثقافي في سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية روبرت غرينان ل»الشرق» أن التعليم العالي في المملكة يمثل تجربة نامية وغير مسبوقة، مشيراً إلى أن برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي أحد أكبر الاستثمارات في رأس المال البشري، وأن هناك أكثر من 70 ألف مبتعث ومبتعثة سعوديين يوسعون الروابط الثقافية بين البلدين. أول زيارة رسمية وأكد غرينان أن التبادل الثقافي بين الولاياتالمتحدة والمملكة قوي ويتنامى يوماً بعد يوم، فقد أقام البلدان علاقات دبلوماسية قبل ثمانين عاماً، وفي عام 1943، قام الأمير خالد والأمير فيصل بأول زيارة رسمية لمسؤولين سعوديين إلى الولاياتالمتحدة. وفي العام نفسه، زار أول صحفي ومصور أمريكي المملكة العربية السعودية وكتب قصة شكلت معلماً بارزاً حول المملكة في مجلة «لايف» الأمريكية. وأضاف «أعتز اليوم بأن الولاياتالمتحدة باتت المقصد الرئيس للطلاب السعوديين». فهناك ما يزيد على 70 ألف طالب وطالبة سعوديين يعملون على توسيع الروابط الثقافية بين المملكة وأمريكا، كما فعل الجيل الذي سبقهم. وأشار إلى أن السفارة الأمريكية في الرياض والقنصليتين الأمريكيتين في جدة والظهران، يتيحون فرصاً مهنية، وأكاديمية، ورياضية، وتبادلات ثقافية بين السعوديين والأمريكيين. تجربة غير مسبوقة وأكد غرينان أن التعليم العالي في المملكة يمثل تجربة نامية غير مسبوقة، فالاستثمار الإستراتيجي في قطاع التعليم يعكس مدى التزام المملكة بتطوير الجيل القادم من العلماء، وكبار قادة الأعمال، والمبتكرين اللازمين لاقتصاد مستند إلى المعرفة. وقال «كم أنا معجب بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لتوسيع الفرص أمام أعضاء هيئات التدريس في الجامعات للمشاركة في أبحاث ابتكارية، وإيجاد فرص للباحثين والأساتذة الجامعيين للدراسة في الخارج، وإنشاء مراكز جديدة للعلوم والتكنولوجيا». تبادل ثقافي وبيَّن غرينان أن هناك برامج تبادل ثقافي تدعمها الحكومة الأمريكية وتوفرها للسعوديين والأمريكيين، منها البرنامج الدولي للقادة الزوار (International VisitorLeadership)، الذي يبعث سنوياً 79 مهنياً سعودياً إلى الولاياتالمتحدة للمشاركة في برنامج يستمر لثلاثة أسابيع يقابلون خلاله نظراءهم الأمريكيين. وكذلك برنامج فولبرايت الذي يقدم منحاً دراسية للطلاب الجامعيين السعوديين والأمريكيين للدراسة وإجراء الأبحاث في جامعات ومراكز الأبحاث للبلدين. وأما بالنسبة للمهنيين السعوديين الشباب، فيقدم برنامج همفري عشرة أشهر من الإثراء المهني والدراسات العليا للمشاركين فيه من دون أن يمكن البرنامج المشاركين فيه من الحصول على شهادات في الولاياتالمتحدة، في حين يقدم برنامج التبادل الجامعي العالمي (Global Undergraduate Exchange) للطلاب السعوديين فرصة للدراسة في إحدى الجامعات الأمريكية لمدة سنة واحدة. صداقات دائمة وأضاف غرينان «كثيراً ما يخبرني أصدقائي السعوديون عن الصداقات التي أقاموها مع أمريكيين، أو التجارب الخاصة التي اكتسبوها خلال زيارتهم للمدن والمتنزهات الأمريكية، وباعتقادي أن فرصة إقامة صداقات وعلاقات عمل مع أناس تختلف ثقافتهم عن ثقافتك، تمكنك من تطوير مفهوم الاحترام بينك وبينهم». ووجه غرينان كلمة لطلاب المنح الدراسية، وقال «أتمنى من الطلاب الحاصلين على منح دراسية في الولاياتالمتحدة تفعيل تعليمهم ليغدوا قياديين في الحقل الذي اختاروه، ويسهموا في تطوير بلدهم. وأتمنى أيضاً أن تنشئ هذه القيادات الشابة شراكات تدوم مدى الحياة مع زملاء وشركات ومنظمات في الولاياتالمتحدة، وأنا على ثقة، بأن الطلاب السعوديين سيعودون إلى المملكة قادة ومبتكرين ناجحين، تماماً كما عادت أجيال سابقة».