الدمام – فاطمة آل دبيس أقنعه أحدهم أن «الحشيش» أعشاب ولا دليلَ قرآنياً يثبت تحريمه! استطاع الشاب عبدالله محمد، التغلب على أهوائه، وأقلع عن إدمان المخدرات بعد 22 عاماً من التعاطي، يقول ل «الشرق»: أوقفني أحد الضباط يوماً وفي حوزتي مخدرات بقيمة 11 ألف ريال، وتفاجأت بالضابط ينصحني ويعظني بدلاً من إحالتي إلى الشرطة، وتركني أنصرف، فشعرت بألم كبير على نفسي، وعلى عمري الضائع، فذهبت إلى المنزل والمخدرات بحوزتي، وكنت حينها في حالة نفسية سيئة، فبدأت بتناول جرعات المخدرات واحدة تلو الأخرى، وقد سئمت من حياتي، حتى سمعت صوت تهليل وتكبير في الشارع المجاور، فخرجت وسألت جاري عن السبب، فأفادني أنَّ اليوم يصادف ذكرى مولد الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، فوجدت نفسي أغتسل غُسل التوبة، واتجهت إلى ربي باكياً وتائباً، ودعوته أن يخرجني ممَّا أنا فيه، حتى اجتاحتني رغبة في العلاج في مستشفى الأمل، وفعلاً، وصلت إليهم طالباً مساعدتي على تخطي أزمتي». كنت مسافراً ويوضح عبدالله سبب دخوله إلى عالم الإدمان فيقول «كنت حينها مسافراً إلى إحدى الدول الأجنبية، وقد أقنعني مواطن أجنبي بأنَّ الحشيش ليس حراماً، ولم ترد آية في القرآن الكريم تنهى عن تعاطيه، فهو عشب يخرج من باطن الأرض، يعمل على إراحة عقل الإنسان وإبعاد الضيق عنه فقط، وظل يتحدث إليَّ حتى أقنعني، وبدأت بشرب الحشيش بدايةً، حتى تطور الأمر معي، وأصبحت أتعاطى جميع أنواع المخدرات». وقال عبدالله إنه لم يكن ينقصه أي شيء يخوِّلُه لدخول عالم الإدمان؛ فهو صاحب منصب ومال، ولديه زوجة وأولاد، ولكن سوء حالته النفسية التي نتجت عن لوم أهله لدخوله أحد القطاعات للعمل، وعدم احترام رغبته، ما جعله يبحث عن أي شيء ينسيه كلامهم». تحفيز وإرادة ولم تكن مرحلة علاج عبدالله سهلة في مستشفى الأمل، فقد عانى كثيراً واستطاع تخطي محن كُبرى، غير أن إرادة الله، وتحفيزه من قِبَل زملائه الخاضعين للعلاج من الإدمان، قوَّيا من صلابته، وقد استمرت علاقته معهم إلى ما بعد خروجه من المصحة، يقول «لم تهمني نظرة الانتقاص من الناس، كوني جعلت كل من حولي يعلمون بأمر إدماني على المخدرات، فلم يقف ذلك عائقاً في طريقي، وكنت على قناعة تامة بأنه حتى لو رفضني الجميع، فإن الله معي، ولن يخيِّبَ لي رجاءً». نصحني ممرض وبيَّن عبدالله أنه استفاد من نصيحة أحد الممرضين له، بداية دخوله المصحة، حيث قال له «خذ ما تريد من كلام الناس، واترك ما لا تريد»، كما نصحه بعدم تكوين صداقات سلبية مع المدمنين، بحيث يأخذ منهم الكلام الإيجابي فقط وكيف تغيرت حياتهم للأفضل مع التعافي، ويضيف «زرعت كلماته في نفسي إصراراً قوياً على الاستمرار في رحلة العلاج». خوف من الفضيحة وأشار عبدالله إلى أن هناك آباءً على علم بأن أزواج بناتهم مدمنون، ولكنهم لا يحركون ساكناً خشية «الفضيحة»، وقد يمنع الأب ابنته من دخول منزله خوفاً من كلام الناس، كون زوجها مدمناً، وقد ذاع صيت إدمانه، ويغفل أنَّ رفضه لابنته يعرضها لخطر الإدمان هي الأخرى، وأضاف «المدمن لا مانع لديه من سحب زوجته في طريق الإدمان، فهو يجد نفسه غير مخطئ». وقال عبدالله إنَّ زوجته عانت كثيراً معه، وهي من ربت أبناءَه جميعهم، وتساعده حالياً على تخطي كل الصعوبات التي قد تواجهه في رحلة التعافي من الإدمان.