وفرنسا الشهر الماضي كانت تلعب بأسلوب (زيدان).. وزيدان أشهر لاعب في عالم كرة القدم يقول عن أسلوبه: لا تحاور أقدام الخصم… حاور انتباهَه. والرقص الفرنسي العنيف في سوريا كان حواراً لجذب انتباه الخصم عن شيء تفعله في إفريقيا… ولمَّا كانت فرنسا تقود القيام والجلوس حول تسليح المعارضة السورية كان وزير دفاع فرنسا يجلس إلى ميشيل زعيم الانقلاب في إفريقيا الوسطي الآن.. وفي القابون تتم الصفقة.. وعيون فرنسا تغمض ساعتين في مقابل المعادن الهائلة.. ولمَّا كانت الصفقة تجري كانت عيون بوزازيه الذي تحرسه جنود «دييبي» تغمض ساعة غفلة أو ساعة يأس.. فالرجل بوزازيه كان يعلم أن جيشه المتعَب الذي لا يحصل على المرتبات سوف يبيعه لأول مُشترٍ. والمشتري كان يعلم… والجهة التي قامت بتمويل حركات تمرد عديدة تذهب بدفتر شيكاتها إلى هناك. وتحالف ثلاث حركات متمردة يضيف مواطنين إليه من دول مثل تشاد وجنوب السودان، ويصنعون (سيلكا) الاسم الجديد للثورة. الجملة ليست طويلة، وحواشي الجملة التي سوف تصبح طويلة جداً، فالمعركة أمام قصر بوزازيه كانت تقتل اثني عشر جندياً من جنوب إفريقيا… وكانت تفتح الطريق لانسحاب جنود دييبي. وميشيل الذي كان يقيم لسنوات في السودان ويعمل لصالح بوزازيه يلتفت من فوق كتفه السودان، وتشاد التي تسحب جنودها من هنا لصالح التحالف الفرنسي مع الثوار ترسل جنودها إلى مالي دعماً لفرنسا في إشارة جديدة. وجنوب إفريقيا التي تحتج احتجاجاً شكلياً ضعيفاً على مقتل جنودها تكتب جملةً في الحاشية. وموسوفيني الذي يشعر بفقدان كازيني يشعر كذلك بالقلق… ورئيس مخابرات موسوفيني الذي قتلته امرأة العام الماضي، كما يقال، وقتله مشار في حقيقة الأمر، والرجل الثاني في جنوب السودان، كما يقال، كان من أخطر قادة المخابرات ما كان يسمح لانقلاب ميشيل دون أن يحصل على جرعة من الكأس.. وحكومة صغيرة الآن في دولة صغيرة مثل إفريقيا الوسطى تجلس على نقطة صغيرة تصبح (الشيمة)، والشيمة في اللهجة السودانية هي نقطة يستدير فيها تيار النهر ويغرق كل من يحاول عبورها.