لو كنت مكان هاني نقشبندي لتوقفت عن كتابة الروايات بعد روايته الممتعة «اختلاس»، في اختلاس تقرأ كلاماً جديدأ مثل الكلام الذي تقرأه في رواية أحلام مستغانمي «ذاكرة الجسد» عن الحب والحياة والموت وأشياء أخرى، كلام يبقى في الذاكرة لا يمحوه إلا الموت. أتت «اختلاس» بعد تجربة عشر سنوات لهاني رئيساً لتحرير مجلة سيدتي ذائعة الصيت في التسعينات فأعطى خلاصة تجربته في المجلة في رواية مشوقة ممتعة كتبها هاني للقراء ولم يكتبها للنقاد ليهرب من مقصلتهم وكان هذا تواضعاً من هاني يُشكر عليه فحققت روايته «اختلاس» نجاحاً باهراً وهو الذي لم يحقق صدى إبان رئاسته لتحرير سيدتي لسبب بسيط أن الصحافة لا تحتفي برؤساء تحرير المجلات النسائية. في روايته الأخيرة «نصف مواطن محترم» كان هاني بطيئاً مملاً بنص مترهل يتحدث عن رعب المواطن العربي من الحيطان ذات الأذان وهذه معزوفة قديمة لا تصلح في زمن الربيع العربي الذي أصبح فيه المواطن يرعب السلطة. أخشى أن يكون هاني يملك نفس نية بدرية البشر في إصدار كتاب كل سنتين لأن الكتب ليست عطوراً نقتنيها من الدكاكين أو سيارة نبدلها كل سنتين، الكتب فكر إذا لم ينسق بشكل فطري مقنع فلا داعي لإصدارها. صديقي يقول إن رواية هاني «سلام» رواية تستحق القراءة وهي الثانية بين أربع روايات له، سأجرب مرة أخرى وإذا لم تطربني «سلام» فسألغي هاني نقشبندي من خياراتي القادمة لاقتناء الروايات الممتعة.