صدرت في موسكو النسخة الروسية من رواية "اختلاس" للروائي السعودي هاني نقشبندي، لتكون بذلك أول رواية سعودية تطبع كاملة إلى اللغة الروسية. وكانت رواية "اختلاس" صدرت عن دار الساقي في بيروت عام 2006، وهي عمل أدبي يسعى إلى كشف جانب مستور في المجتمع السعودي، و"لا يستهدف الإثارة" كما يصف المؤلف روايته. وقال فلاديمير بونامريوف مدير دار نشر "بيبلوس كونسلتنج" التي أصدرت الرواية: إن "اختلاس" تستحق أن تقرأ من القارئ الروسي نظرا لجودة حبكتها الروائية وجرأتها, وهي تصدر في طبعتها الروسية تحت اسم مختلف هو "اعترافات امرأة عربية". وأضاف فلاديمير أن الرواية لاقت ردود أفعال جيدة في معرض موسكو للكتاب الذي كانت فعالياته قد انطلقت مطلع الشهر الحالي، ويتوقع أن تلاقي الرواية نجاحا سريعا، خاصة مع رغبة الشعب الروسي في معرفة الكثير مما يجهله عن المجتمعات العربية، والخليجية منها على وجه الخصوص، وتوقع فلاديمير أن تنفذ الطبعة الأولى خلال الأشهر الثلاثة القادمة. وتبرز في الرواية شخصية سيدة سعودية تدعى "سارة"، والتي تعيش البؤس والتعاسة مع زوجها "خالد" الذي لا يعرف من جمالها وحقوقها كامرأة حسناء ومثقفة شيئا، وسارة مثلها مثل صديقاتها تفكّر بالطلاق والتخلص من هذا الزوج "خالد". ونقرأ تارة عن سارة وأشيائها وغرفة نومها وكلام عن الفلسفة والدين والشعر، وفجأة ينقطع السرد ليبدأ بقصة أخرى هي قصة هشام رئيس تحرير المجلة النسائية التي تصدر في لندن، فيندفع القارئ لقراءة حكاية هشام حتى يعود مسرعا ويعرف ماذا جرى مع سارة. ومن خلال المجتمع الصغير المحيط ب"سارة" نتعرف إلى أوضاع المرأة السعودية، حيث تقص كل صديقة من صديقاتها قصتها ومأساتها مع الشقيق أو الأب أو الزوج، وهذه القصص كلها هي محتوى رسائل ترسلها سارة إلى هشام في لندن، ومن هنا تبرز تقنية سرد كلاسيكية وهي القصة ضمن القصة أو السرد ضمن السرد. صديقتها عفراء فنانة ترسم لوحات، وتقول "لا أرسم من أجل المال، بل من أجل الألم الذي أفرغه في لوحاتي!". أما شخصية هشام، رئيس تحرير المجلة النسائية، فيمثل الرجل الشرقي الذي حمل موروثا ذكوريا ثقيلا على كتفه وانتقل به إلى لندن، لديه قدرة عجيبة على التفكير بعدة نساء، وحتى سارة التي لا يعرفها استطاع أن يلتقي بها في خياله. ويرى هاني نقشبندي أن عمله هو "نص أدبي يسقط على المجتمع العربي عامة"، ويقول "ثمة شيء لم أقصده وهو موجود في العمل من خلال حالة اللاوعي، وهو هل عملي هذا تحريضي للمرأة السعودية كرمز للمرأة العربية لتثور على المجتمع.. نعم أنا لم أقصد ذلك وكنت أتمنى لو قصدته أكثر لأنه لا شيء ينجح دون تحريض". وكانت وكالة الأنباء الروسية قد عقدت ندوة ناقش فيها عدد من المختصين رواية "اعترافات امرأة عربية"، أبدوا خلالها الكثير من الحماسة خاصة أنها تتعلق بالمجتمع السعودي.