في الثمانينات الميلادية، كتب كاتبنا الكبير الدكتور عبدالله الفوزان رواية جميلة على هيئة مقالات مطولة في جريدة الرياض عن شاب تعلق في حب «شيلة» غطاء الرأس للمرأة كان عالقاً على شرفة أحد بيوت نجد الطينية القديمة متوهماً أنها امرأة وكلما تحركت الشيلة توقع الشاب المتيم أن الفتاة تغازله، في سرد جميل متقن لايخلو من التشويق، وكان لسلسلة هذه المقالات جمهور عريض مما ينبئ عن موهبة روائية كبيرة لدى كاتبنا القدير الفوزان لم تسعفنا معها أن نرى روايته رغم حمى الإصدار الروائي التي اجتاحت الكُتاب السعوديين وعلى رأسهم تركي الحمد وعبده خال وبدرية البشر وعبدالله ثابت وآخرون في تجارب سردية يتحفظ البعض عليها باستثناء ما قدمه يوسف المحيميد ومحمد حسن علوان من أعمال روائية تنطبق عليها شروط الرواية من بناء درامي ولغة متماسكة وتفاصيل لاتخلو من التشويق والقدرة على ربط الأحداث بتسلسل موضوعي لا كما فعل هاني نقشبندي الذي قتل بطلة قصته الممتعة (اختلاس/ سارة) في صفحة واحدة على طريقة المخرجين وكُتاب الدراما الفاشلين في السينما المصرية. الخلاصة رواية الدكتور عبدالله الفوزان ستصبح كنزا للرواية السعودية بما يملكه الدكتور من مهارات كتابية حان الأوان لتسطيرها في رواية توثق ما يحدث وما حدث وعلى طريقة سعد الفرج حان الأوان الأوان حان لهذه الرواية، قل: «تم» يا دكتور عبدالله.