وأنا أغادر ذلك المنتدى الإبداعي الشاب، بعد ليلة من الدهشة، كنت أقول لنفسي: لو أن هؤلاء الشباب الواعدين توفروا على «الأستاذ» الذي يمكن أن يكون بوصلة لهم للاتجاه الصحيح، لقلت إننا مقبلون على حقبة حقيقية من الضوء.. نعم.. إن من علامات التفاؤل في المشهد الثقافي، الإبداعي تحديداً، هو ما تعثر عليه في جوانب هذا المشهد من إبداعات للأجيال الجديدة في مختلف أنواع الآداب والفنون، التي يحفل بها عالم الإنترنت بمواقعه كافة، وما تنبئ به من أن الساحة لم تجف بعدُ وأن ثمة ينابيع كثيرة تتدفق من بين الصخور. صحيح أن المشهد مملوء بكثير من التفاهات، إلا أنه مملوء كذلك بكثير من الإبداعات الحقيقية التي تعيد الصرخة إلى ما تبقى من الروح. وصحيح أيضاً أن ثمة ملاحظات كثيرة تطال هذه الإبداعات، سواء من جهة الاضطراب في الرؤية أو اللغة أو الفكر الذي تستند إليه، إلا أنها كما يبدو قادرة مع الوقت على أن تكون أفقاً مشعاً لإضاءة الحاضر والمستقبل بما يعيد للأمة حيويتها. إنني مدين لأعضاء «المنتدى الإبداعي الشاب» الذين منحوني الجرأة في التخيل والحلم من جديد: جيل جديد لديه من الحكمة ما يكفي لأن يرى العالم كما هو، ولديه من الشجاعة ما يكفي لأن يرى العالم كما يجب أن يكون! والعبارة الأخيرة سمعتها من فلاح أمي! وهي تصلح على أي حال لأن تكون «الشعار» الذي يعمل تحته الشباب.. شباب الوطن لا المنتدى فقط!