اتفق خبراء استراتيجيون ومحللون سياسيون على ضرورة اتخاذ موقف صارم وحازم ضد التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للمملكة وكثير من الدول العربية الأخرى، وذلك على خلفية ضبط شبكة تجسس تعمل لصالح طهران داخل المملكة. ووصف أستاذ الإدارة الاستراتيجية في قسم السياسة في جامعة الملك سعود الدكتور صنهات العتيبي، موقف سياسة المملكة بعد كشف الخلية التجسسية وعلاقتها المباشرة مع إيران، بأكثر من الهادئ، حيث اعتمدت المملكة على الدبلوماسية منذ زمن، مشيراً إلى أن ردة الفعل كان من الأجدر أن تكون أكثر قوة وصرامة للحفاظ على الأمن الداخلي من الأطراف الخارجية. وبحسب العتيبي، إن سقوط شبكة التجسس يؤكد حجم التدبير المكين من إيران، مطالباً بقطع العلاقات مع إيران واستدعاء سفيرها كأضعف الإيمان، مبيناً أن إيران ستستمر في تدخلاتها ما لم تكن ردة فعل المملكة قوية وصارمة بعيداً عن المجاملة.وأكد العتيبي ضرورة كشف حقيقة الأمور فيما يخص المزاعم الإيرانية بأنها تحت حصار، قائلاً: من المستحيل أن تكون إيران تحت حصار غربي ونشاطها الصناعي والاقتصادي على أكمل وجه ولا يوجد لديها أي مشكلة»، وتساءل عن حقيقة «القنبلة النووية» وهل هي مجرد مناورات تستخدمها إيران لتحقيق مآرب معينة؟ وبيَّن الأكاديمي والخبير السياسي في الشأن الإيراني الدكتور يوسف الصغير، أن التي كشفت داخل المملكة خرجت من منظمات دولية مشتركة، مبيناً أن شبكات التجسس تعدّ جزءاً بسيطاً من تدخلات إيران لتحقيق هدفها الواضح، مؤكداً أنها لن توقف التدخلات في الوقت الحاضر. من جهته، أوضح خبير العلوم السياسية الدكتور عبدالله بن فهد اللحيدان، أن المملكة لا ولن تسمح لأحد بالمساس بأمنها الداخلي، لافتاً إلى أن سياسية المملكة الخارجية لطالما كانت هادئة مع عدم تدخلها في شؤون الآخرين، قائلاً: لا نعلم ما يدعو إيران لزرع شبكة تجسس في المملكة، والتدخل في شؤون اليمن والتدخل في البحرين ولبنان وجميع الدول العربية بصفة عامة، مؤكداً أن المملكة تعمل بسياسة هادئة ولكن في الشؤون الأمنية يجب أن تظهر صرامة المملكة بشكل أكبر.