الرياض – أرجوان سليمان الكتاب: صنع في السعودية المؤلف: محمد العباس الناشر: دار جداول للنشر الطبع: 2013 محمد العباس يسرد الناقد والكاتب محمد العباس قراءات في ظواهر متنوعة مرت بالشعب السعودي ومر بها، تدفع «للتلصص على سر تشكلها من ثقب التأويل»، ويحلل معاني «الشفرات المحلية» سواء على المستوى الواعي أو اللاواعي في عقلية المجتمع السعودي، من خلال كتابه «صنع في السعودية»، الصادر عن دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع. رحلة عبر الزمن يجول العباس بالقارئ ما بين النكتة والكوميديا الساخرة والرياضة والمأكل والأغنية وبعض الأحداث التي كان لها أثر كبير في نفوسهم. ويمتطي عربة الزمن لينقل القارئ من الثمانينيات حيث أسطورة الكابتن «ماجد عبدالله»، مروراً بتسعينيات «مخاوي الليل خالد عبدالرحمن»، والمسلسل الكوميدي «طاش ما طاش»، حيث يقول عنه «ولاشك أنه يشي برغبة حقيقية لمثاقفة اللحظة، فمسلسل تطلبه مكتبة الكونجرس، وينتبه إليه رؤساء تحرير الصحف المحلية، ويصر عبدالرحمن منيف على متابعته، كما صرح ذات لقاء، لا يخلو بحال من مغزى جدير بالتأمل»، ويأخذه إلى الألفية الثانية حيث يسرد قراءة في «السيرة التويترية، البايو»، ويقول:»بعض الذوات التي تحضر الموقع بثقلها الاعتباري، تتناسى فكرة تمثيل نفسها، مؤثرة اللهج بخطبة تعقيمية صاخبة، محمولة على نبرة رسولية رائية أو آمرة، بمعنى أدق (كونوا .. قولوا .. هبّوا .. افعلوا.. إلخ). وكأن كل من في الموقع مجرد جمعٍ تحتيٍ ينتظر إملاءات تلك الذات الفوقية»، ويشير إلى نوع آخر ويقول: «يكتفي البعض بإثبات اسمه، ظناً منه أنه على ذلك القدر من الشهرة والمكانة. وأن كل من في الموقع من متابعيه، ومن يحلمون بمتابعته، على دراية بشخصه ومنجزه ومنزلته السياسية أو الأدبية أو الاجتماعية». الصور الفوتوغرافية ولا يغفل أن يذكر «سيول جدة»، عبر صورة «الطفلة المحنّاة بالطين الندي تنام نومتها الصغرى»، ويشير إلى أهمية «الصورة الفوتوغرافية المهمومة بتوثيق آلام الإنسان في إثارة الأحاسيس المتبلدة، وتصعيد حالة التعاطف مع الضحايا إلى مستوى الفعل وإدانة المتسببين في القتل». ويضيف في موضع آخر:»إنها بمثابة الدليل إلى القتلة، حيث وصل الارتباك الشعوري بالناس إلى حد التوجس من الغيوم وكراهية الأمطار، ووصم عروس البحر الأحمر (جدة) بسيل من الشتائم فهي الأرملة والمدينة الآثمة والأم القاتلة». بعيداً عن الوصايا ويقول محمد العباس في كتابه الذي شهد إقبالاً في معرض الرياض لهذا العام :»إن مجتمعاً يتحدث عن نفسه بهذه الصراحة والجرأة والفكاهة، كما تفصح عملياته المعرفية، جدير بأن يقبض على دفة التغيير وقيادة نفسه بعيداً عن الوصايا، وإن بدت استراتيجية غير مفهومة أو لا واعية لتطوير ظواهره الاجتماعية الثقافية»، ومازال في الكتاب أغانٍ وطنية ونكات بين الجنسين وقراءات أخرى، تستحق القراءة.