اشتبك النظام الأردني مع نظيره المصري سياسياً على خلفية توجيه القيادي في «إخوان مصر»، الدكتور عصام العريان، نقداً للأردن قال فيه «الأردن واسرائيل نشأتا برعاية أمريكية»، وهو ما دفع رئيس مجلس الأمة الأردني، طاهر المصري، إلى تذكيره بأنَّ القاهرة تحصل على أضعاف ما يحصل عليه الأردن من مساعدات أمريكية. وبدأت ملامح الأزمة المصرية – الأردنية بعد تصريحات العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، التي انتقد فيها الرئيس المصري، محمد مرسي، ووصف جماعة الإخوان المسلمين ب «الذئاب على شكل حملان» و»الماسونيين». ورداً على تصريح الملك الأردني والحملة الأمنية، خرج عصام العريان لينتقد الأردن عبر صفحته على موقع ال «فيسبوك»، حيث قال «إنَّ المملكة الأردنية وإسرائيل نشأتا برعاية أمريكية»، وأضاف أنهما «من أكبر الدول التي تلقت دعمًا ماليًا وسياسيًا وأمنيًا واستخباراتيًا طوال ستين سنة، مرت فيها عواصف عاتية على المنطقة». ورداً على ذلك، أصدر رئيس مجلس الأمة الأردني، طاهر المصري، وهو أحد أكثر رجال الدولة الأردنية دبلوماسية ولياقة، بياناً اعتبرته أوساط سياسية أردنية قاسياً ضد مصر التي يقود حكومتها حالياً جماعة الإخوان. وقال المصري «إنَّ حديث العريان عن الدعم المالي والسياسي والأمني الأمريكي للأردن هو حديث مجتزأ عندما يجري طرحُه، كما لو كان الأردن هو الدولة العربية الوحيدة التي تتلقى دعماً كهذا من جانب الولاياتالمتحدة في وقت يعلم فيه العريان أنَّ مصر الشقيقة تتلقى أضعاف أضعاف ما يتلقاه الأردن من هذا الدعم، إلى جانب الدول العربية الأخرى ومختلف دول العالم». وأعرب المصري عن استهجانه الشديد لما صدر عن العريان من مغالطات بحق الأردن، على حد وصف البيان. وقال المصري، في بيانٍ صحفي أمس، إنَّ «الدولة الأردنية دولة عربية متجذرة نشأت بسواعد أبنائها وبقيادة هاشمية كريمة، وهي ثمرة طيبة للثورة العربية الكبرى، خلافاً للأطماع الاستعمارية والمشروع التوسعي الصهيوني، ولم تنشأ برعاية أمريكية وبريطانية كما يَدَّعِي العريان». واعتبر «أنَّ الزجَّ باسم الأردن إلى جانب إسرائيل في ادعاء العريان عن رعاية كهذه هو أمر مستغرب جداً ويفتقر إلى المنطق والأمانة، خاصةً أنه يصدر عن عربيٍ مسلم يشغل موقعاً قيادياً في جماعة الإخوان المسلمين بمصر الشقيقة، وموقعاً رسمياً كذلك، ولهذا؛ فإنَّ من الصعب استيعابَ أو قبول أو استساغة ربط كهذا بين الأردن العربي المخلص لقضايا الأمة، والمضحي من أجلها عبر التاريخ، وبين إسرائيل المحتلة للقدس ولأرض العرب في فلسطين وسواها». وأكد المصري أنَّ زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخيرة للمنطقة وضمنها الأردن، والتي جاءت مغالطات العريان تعقيباً عليها، كانت من وجهة النظر الأردنية فرصةً للتأكيد على الحق العربي في فلسطين والرفض القاطع لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي، ولحتمية توخي العدالة في التعامل مع القضايا العربية كافة، ولم تكن زيارة سياحية أو وداعية أو ما شابه من أوصاف أطلقها العريان بأسلوب خارج عن أصول الأخوة العربية وروح العلاقات بين الدول الشقيقة». وختم المصري حديثه بالقول: «من هنا؛ فإنَّ الإشارة إلى الأردن منفرداً في حديث العريان عن الدعم، وكما لو كان ذلك تهمة، هي إشارةٌ فاقدةٌ لشرعيَّة المنطق، وتنطوي بالضرورة على موقف سلبي غير مُبرَّر تجاه الأردن الذي يرى في مصر العربية دولةً شقيقةً لها، ولشعبها الكريم بالغُ الاحترام والتقدير».