استعاد حي الكوت التاريخي في الأحساء مكانته السياحية مع انطلاق مهرجان سوق هجر 3 «الجرهاء المدينة المفقودة» الذي تنظمه غرفة الأحساء في قصر إبراهيم التاريخي، ما أعاد للحي بريقه وأصبح مقصداً لأهالي المنطقة وزوارها، الذين يتوافدون مساء كل يوم بأعداد كبيرة لزيارة المهرجان وحضور فعالياته التي تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركة الأحساء للسياحة والترفيه. وأوضح أمين عام غرفة الأحساء عبدالله بن عبدالعزيز النشوان ل «الشرق» أن الغرفة تحرص على تطوير المهرجان بالتنسيق مع مجلس التنمية السياحية في المنطقة، بعد أن أصبح يمثل أهمية كبيرة نظراً لكونه البرنامج الثقافي الوحيد الذي يعقد على مستوى المنطقة، ويحاكي العمق التاريخي والثقافي والتراثي القديم للأحساء، بالتركيز على حقبة تاريخية شهدت زخماً حضارياً وثقافياً كبيراً. وقال إن المهرجان السابق تم التركيز من خلاله على فترة حكم بني عبدالقيس للمنطقة ودخولهم الإسلام، وفي هذا العام عدنا إلى ما قبل 2800 عام من تاريخ الأحساء التي شهدت حكم الجرهائيون للمنطقة الذين ارتحلوا من شرق شبه الجزيرة العربية مكوِّنين حضارة بابل ومن ثم عادوا إلى أرض الوطن حاملين معهم أبرز معالم الحضارة البابلية من شرائع وأنظمة وفنون وعمارة وصناعة. وبيَّن النشوان أن المهرجان استقطب خلال أيامه الثلاثة الأولى أكثر من 12 ألف زائر من أبناء المنطقة وزوارها، وتوقع أن يرتفع عددهم بحلول آخر أيامه في الثامن والعشرين من الشهر الحالي إلى أكثر من 45 ألف زائر، فيما سيضخ أكثر من 150 مليون ريال لاقتصاد المنطقة من خلال استقطاب عدد من السواح السعوديين والخليجيين الذين سينعشون الأسواق التجارية والفنادق والمطاعم في الأحساء. ويضم الحي العتيق بين جنباته عدداً من المواقع الأثرية والتاريخية مثل قصر إبراهيم، ومساجد الجبري، والفاتح، والقبة، وسوق القيصرية وعدد من المدارس والأربطة العلمية، وكان يكتظ بالسكان ومقصداً لطلبة العلم الذين يفدون إلى المنطقة لتلقي العلم الشرعي ودراسة اللغة العربية على يد عدد من علماء ومشائخ المنطقة. من جهته، أكد المشرف على قسم الإعلام والنشر بغرفة الأحساء رئيس اللجنة الإعلامية في المهرجان خالد القحطاني، أن المهرجان يستقطب أكثر من أربعة آلاف زائر يومياً، ويعود ذلك إلى تنوع الأنشطة والفعاليات التي تتناسب مع جميع شرائح المجتمع، فهناك مقهى الملك شوزبي الذي يشهد تنظيم أمسيات أدبية يومية ويستقطب أدباء المنطقة ومثقفيها، وركن الفنون التشكيلية ومعرض الأزياء والمستلزمات الجرهائية، ومعرض الصور والمنحوتات الجرهائية، والحرف اليدوية الجرهائية، وسوق الجرهاء، وطقوس الزواج الجرهائي. وأوضح المشرف على جناح الهيئة العامة للسياحة والآثار عبدالرحمن الحيدر أن المهرجان نجح في استقطاب عدد كبير من الزوار من خارج المنطقة ووفرت الهيئة مجموعة من الكتيبات والنشرات الإرشادية لمساعدة الزوار على الوصول إلى أبرز الأماكن السياحية والفنادق والمطاعم، فضلاً عن معرفة الفعاليات التي تشهدها المنطقة في الفترة الحالية.