فرضت إيران نفسها كجارة الشرِّ والسوء على العرب، باحتلالها دولة الأحواز والجزر الإماراتيَّة وهيمنتها على العراق. ولا تتوقف الأطماع الفارسيَّة عند هذا الحد بل تهدف لابتلاع كل الوطن العربي! ولأنها هُزمت في حربها ضد العراق، مثلما أحبط مجلس التعاون الخليجي خطة السفن الإيرانيَّة المحمَّلة بقوَّات الحرس الثوري والباسيج للاعتداء على مملكة البحرين، غيَّرت طهران استراتيجيتها من الحرب العسكريَّة إلى حرب الجواسيس والخلايا الإرهابيَّة في دول الخليج العربي. وبعد إعلان كلٍّ من الكويت والبحرين والإمارات الكشف عن شبكات تجسُّس إيرانيَّة على أراضيها، ألقت السعوديَّة القبض مؤخراً على شبكة جواسيس قوامها 18عنصراً تعمل لمصلحة دولة أجنبيَّة. ووجود عنصر إيراني وآخر لبناني ضمن الشبكة، دفع كثيرين للجزم بأن الشبكة تعمل لمصلحة إيران. وفي حال صحَّة ذلك، فهذا يعني أن الأدب الدبلوماسي جعل السعوديَّة تترفَّع عن توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى جارة السوء الإيرانيَّة، على عكس الأخيرة التي لم تتوانَ في شنِّ الهجمات المتكررة وغير المبررة ضد السعودية ومعها قطر والبحرين والكويت والإمارات، كما سعت طهران إلى خلق أزمة دبلوماسية من حادث سير -قد يكون مفتعلاً- ضحيَّته موظف سفارة السعوديَّة بطهران! ومثل هذه الأحداث تنذر بأن منطقة الخليج العربي المتأزمة أصلاً، قد تشهد مزيداً من الأزمات بوجود جارة السوء الإيرانيَّة، كما يمكن أن تؤدي إلى نفاذ صبر جيرانها العرب.