قدرت مصادر استخبارية غربية في العاصمة الالمانية امس عدد عملاء ايران في دول مجلس التعاون الخليجي الست وحدها بما يتراوح بين 2000 و3000 "غالبيتهم من شيعة الدول العربية وخصوصا من "حزب الله" اللبناني", فيما يمتلك النظام في طهران نحو 800 عميل ايراني معظمهم يعمل في السفارات والقنصليات الايرانية في الخليج تحت حصانات ديبلوماسية", وهؤلاء يشرفون على تمويل الخلايا وتزويدها بالسلاح والمتفجرات والخطط المطلوب تنفيذها, في حال تعرضت ايران لحرب خارجية تعتقد ان دول مجلس التعاون ستكون جزءا منها". ونقلا عن السياسية الكويتية فقد قالت المصادر "ان هناك رجال اعمال ايرانيين او من اصل ايراني يديرون مؤسسات اقتصادية وتجارية ومالية في تلك الدول ويجمعون معلومات من شخصيات خليجية مسؤولة سياسيا او اقتصاديا بوسائل غير مباشرة, خصوصا عن الترسانات العسكرية الخليجية وانواع الاسلحة المتطورة فيها مثل الطائرات المقاتلة وطائرات الانذار المبكر واعدادها, وانواع الصواريخ المضادة للصواريخ والطائرات, واعداد القوات المسلحة والاجهزة الامنية وسواها والقواعد العسكرية الغربية فيها". "الا ان الدور الاكثر تقدما في جمع المعلومات واختراق المؤسسات الحكومية الرسمية الخليجية بما فيها قيادات الجيوش والاستخبارات والاجهزة الامنية الاخرى وشعبات مشتريات الاسلحة واماكن تخزينها - حسب المصادر - فيعود الى جواسيس "حزب الله" اللبناني وبعض المجموعات المحلية في الخليج, وهو حزب مدرب وخبير في عمليات التجسس والاختراق في مختلف انحاء الشرق الاوسط واوروبا واميركا الجنوبية وحتى الولاياتالمتحدة نفسها, ويشكل عيون ايران الاقليمية والدولية". واكدت المصادر لديبلوماسي عربي في برلين "ان الايرانيين عبر شبكة جواسيسهم الواسعة تمكنوا من اختراق اكثر المواقع الحكومية والعسكرية والامنية حساسية, لا في دول الخليج فحسب, بل في دول عربية اخرى مثل العراق وسورية ولبنان والاردن وبعض العواصم المغاربية, كما تمكنوا خلال السنوات الخمس الماضية من إحداث "اختراق خطير" للنظام المصري وبالاخص ما يتعلق فيه بالجانب النووي, بعدما انشأوا ما يمكن تسميتها "جسورا مترابطة" بين تلك الدول لمراقبة كل شاردة او واردة فيها, اضافة الى انشاء "شبكات اقتصادية تجسسية" لمراقبة اوضاع الخليج الاقتصادية ووضع السوق النفطية وعمليات التصدير ومواقع المنشآت من آبار ومصاف, تحت رقابة دقيقة تحصي انفاس هذا المرفق الاكثر حيوية للمنطقة والعالم". ونقل الديبلوماسي ل ̄"السياسة" عن المصادر الاستخبارية تقديرها عدد عملاء ايران من عناصر عربية ومجموعات محلية اما متطرفة او هي في حروب مع دولها, او عناصر ايرانية في الدول العربية غير الخليجية, بألفين آخرين من الجواسيس, الا ان تركيز ايران الاكبر في العالم العربي هو على عملائها في لبنان والعراق حيث هناك نحو اربعة ملايين عراقي ولبناني منتشرين فيه بسبب ظروف بلديهم القاسية امنيا واقتصاديا, ويتسلل عملاء ايران مثل "حزب الله" اللبناني و"التيار الصدري" و"فيلق بدر" الايرانيين الى قلب هذه الموجات المهاجرة المستقرة في دول الخليج بشكل اوسع وفي ارجاء الوطن العربي عموما, لبناء "امبراطورية الجاسوسية" الايرانية فيها. واكدت معلومات الاستخبارات الغربية في برلين ان "الثقل التجسسي في الخليج العربي يستهدف بشكل خاص المملكة العربية السعودية ودولة الامارات والكويت".