«لا أسد في المنطقة غير ذلك الرابض على الساحل المقابل لدولة الإمارات. الحارس الأمين لعرينه، الخليج الفارسي. أما من يظنونه أسداً، فقد تكسرت مخالبه وأنيابه في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين. ولا خير يرتجى منه ولا من صيده. فهو يعدّ الأيام ليجد له مخرجاً ليفر بجلده. وستبقى إيرانوالإمارات وباقي الدول الأخرى في المنطقة بحكم وجبر الجغرافيا، جيرانا وإلى الأبد...». المقطع السابق جزء من بيان بثته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا»، وهو جاء رداً على تصريحات وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد التي شبه فيها احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. البيان الإيراني ليس الأول، وسبقته تصريحات مشابهة على لسان الرئيس احمدي نجاد، حول فارسية الخليج. التصعيد اللفظي الإيراني الأخير، يتزامن مع تحركات على الأرض، أهمها، مناورات عسكرية هدفها: استعراض القوة. تسهيل حركة تجارة المخدرات الى دول مجلس التعاون. القيام بعمليات غسيل أموال، من خلال رجال أعمال وشركات وهمية. تجنيد شبكات تجسس، اكتشفت أولاها في الكويت. لكن على رغم كل ما جرى ويجري لا تزال دول الخليج والجزيرة العربية تسعى الى تهدئة الوضع مع إيران، وكانت الحرب الحوثية الأخيرة في اليمن خير دليل على التساكت وغض الطرف عن الخطر الإيراني المتزايد على أمن المنطقة. الحرب الحوثية السادسة انتهت من دون ان نعرف هل إيران تقف خلف الحوثي أم لا. كان اليمن يطلق تصريحات يتهم فيها إيران ثم يسحبها في اليوم التالي. وكانت السعودية تلمح الى نوعية التدريب والتمويل، ولا تصرح. وحين اكتشفت شبكة التجسس الإيرانية في الكويت ترددت الحكومة الكويتية في اتهام طهران. وغابت قصة غسيل الأموال في البحرين. هل تسعى دول الخليج واليمن من وراء هذا الخجل الى منح طهران فرصة للتراجع وتغيير موقفها؟ الأكيد أن إيران لن تتراجع ولن تغير موقفها. وهي أصبحت تتعامل مع ديبلوماسية التعامل على انها دليل ضعف. ومن يقرأ النص الكامل للبيان الذي ورد ذكره في بداية المقال، سيتأكد ان إيران تنظر الى نفسها كقوة عظمى في المنطقة، وان شئت قوة مهيمنة على الأمن الإقليمي، ولا تقبل مجرد الحديث عن الحقوق والحدود والهوية، فلا أسد في المنطقة سوى الأسد الفارسي. هل نحن أمام تكرار تجربة صدام حسين؟