كثَّفت شرطة منطقة عسير جهودها لكشف غموض وفاة طالب في جامعة الملك خالد بالقريقر، صباح أمس، حيث عثر على جثته مضرجة بالدماء. وطوّق رجال الأمن الصناعي في الجامعة الموقع، ومنعوا الطلاب من الاقتراب إلى حين وصول رجال الشرطة، ليكشف الناطق الإعلامي باسم شرطة منطقة عسير، المقدم عبدالله آل شعثان، لاحقاً عن ورود بلاغ إلى الشرطة صباح أمس، عن سقوط شخص في جامعة الملك خالد، قائلاً ل»الشرق»: إن رجال التحقيق، وفريقاً من الأدلة الجنائية، انتقلوا على الفور إلى الموقع، وتمت معاينة الجثة قبل نقلها إلى مستشفى عسير المركزي لإصدار التقرير الطبي النهائي، مرجَّحاً عدم وجود شبهة جنائية في الحادثة، استناداً إلى المعاينة الأولية للموقع، مضيفاً أن الارتفاع الذي يمكن أن يكون المتوفى قد سقط منه، مازال يخضع للتحقيق من قِبل فريق مختص، وأن التقرير الطبي سيحدد سبب الوفاة والارتفاع الذي سقط منه. وكانت أقاويل تداولها الطلاب عن إلقاء الشاب بنفسه من فوق مبنى الكلية ليسقط على حافة رخام الدرج الخارجي لأحد المداخل، لكن المتحدث الرسمي باسم جامعة الملك خالد، الدكتور محمد البحيري، أكد أن الكاميرات الأمنية في الجامعة رصدت عند الساعة 8:19 من صباح أمس الثلاثاء، توجّه أحد الطلاب إلى البوابة رقم 4 مشياً على الأقدام، ثم توقف في ما يبدو للاستفراغ، قبل أن يتقدم نحو درج البوابة، ويتوقف عندها مرة أخرى، ثم خلع شماغه وجلس على الأرض للحظات، ومن ثم تمدد على الأرض. وقال إن الكاميرات لم ترصد أي محاولة للانتحار، أو وجود أي نوع من الاعتداء، أو السقوط من مكان مرتفع، مضيفاً أن الجهات الأمنية تباشر الآن هذا الملف. وتقدم البحيري، باسم جامعة الملك خالد بأحر التعازي لذوي المتوفى، سائلاً الله له المغفرة والرحمة. الهلال الأحمر من جانبه، أوضح ل»الشرق» الناطق الإعلامي في هيئة الهلال الأحمر بمنطقة عسير، أحمد إبراهيم عسيري، أن غرفة العمليات تلقت بلاغاً عن وجود شخص ملقى على الأرض، وينزف في حرم جامعة الملك خالد بالقريقر، وعند مباشرة الحالة تبين أن الشخص نزف كمية كبيرة من الدم، وقلبه وتنفسه متوقفان، فأجرى المسعفون إنعاشاً قلبياً رئوياً له، ومن ثم نُقل بسرعة إلى مستشفى عسير المركزي، لكنه لم يستجب لجميع محاولات إنعاش قلبه. صحة عسير من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في صحة عسير، سعيد بن عبدالله النقير، أن قسم الطوارئ في مستشفى عسير استقبل صباح أمس عن طريق الهلال الأحمر شخصاً متوفى، وبعد الكشف النهائي عليه من قِبل الأطباء تم التأكد من وفاته، ليودع في ثلاجة الموتى بالمستشفى، بناءً على خطاب من الجهات الأمنية، وسيتم طلب الطبيب الشرعي للكشف عليه وتحديد سبب الوفاة. الطلاب وأشارت مصادر مقرّبة من الطالب، إلى أن الطالب يعاني من مرض في القلب، وأجريت له ثلاث عمليات جراحية في القلب، وتعرّض أمس إلى تعب شديد أثناء وجوده في الجامعة، فقرر العودة إلى المنزل، إلا أنه لم يتمكّن من ذلك، حيث تعرض أثناء سيره على قدميه إلى إعياء شديد، وتقيأ من فمه دماً ثم سقط، ما أدى إلى ارتطام رأسه بدرجات البوابة، فنزف كثيراً وفارق الحياة. الجامعة من جهته، رفض الناطق الرسمي في جامعة الملك خالد الدكتور محمد البحيري، الإدلاء بأي معلومات عن الطالب المتوفى، سواء اسمه، أو كليته وفي أي سنة دراسية، وقال هذا من اختصاص الجهات الأمنية. ورمت الجامعة بالمسؤولية على الجهات الأمنية، رافضة الإفصاح عن صور الكاميرات التي تعد دليلاً واضحاً على استبعاد الجانب الجنائي، وفق بيان الجامعة آنفاً، هذا في الوقت الذي تناقلت فيه مواقع إلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، صورة الطالب وهو يسبح في دمائه، وكانت «مؤثرة جداً». مصادر من داخل الجامعة أكدت أن وزارة التعليم العالي تتابع الحادثة، وتوقعت أن تصدر الجامعة بياناً إلحاقياً عن الفاجعة، التي دوّت في الجامعة، وعلّقت عددا من المحاضرات بسببه وذلك لانشغال زملاء المتوفى بتفاصيل القصة.