معرض الرياض الدولي للكتاب يعد تظاهرة حاشدة قلما نجد لها مثيلاً في برامج وزارة الثقافة أو أنشطة الأندية الأدبية أو المنتديات الأدبية الشخصية، بل وحتى الجمعيات الثقافية والفنون، على اعتبار أن الدعم الذي يحظى به هذا المعرض كل عام مادياً وإعلامياً كفيل بنجاحه وتصدره قائمة معارض الكتب العربية، بل وحتى العالمية. الدعم الإعلامي تمثل في دور القناة الثقافية لتغطية فعالياته وأنشطته وحفلات التوقيع لكثير من الكتَّاب، حيث كانت تنقل مباشرة من واقع الحدث، إلى جانب البرامج الحوارية والتغطيات الميدانية مع نخبة من مثقفي الوطن العربي، فقد تسلحت القناة – إن صح التعبير – بأربعين كادراً إعلامياً على حد قول مدير القناة الثقافية، وخصصت فترة طويلة تقدر بثماني ساعات متواصلة حضرت فيها القناة بكل جهودها وتميزت لتتمكن – بالطبع – من رصد هذا الحدث الكبير، فكانت بمستوى طموح المثقفين والمتابعين لها. وماذا بعد هذا الحدث «التظاهرة»؟ عاد الخمول ليطغى على هوية القناة بشكل سريع، وذاك التصور الذي نما في مخيلة المتابعين تضاءل بشكل كبير، فلم تعد هناك برامج مباشرة تجذب المثقفين إلا ما ندر، وأصبحت البرامج الوثائقية المعادة تحتل مساحة كبيرة منها. إن المشاهد المحلي والعربي أصبحا يمتلكان الوعي الإعلامي من خلال تجارب القنوات الأخرى، وبما أن هذه القناة تخاطب شريحة ليست بقليلة من المثقفين، فجدير بها أن تلامس عقلياتهم، وترصد أهم إنجازاتهم، وتتبع حضورهم للملتقيات والأمسيات، ولن يتسنى للقناة ذلك إلا بعد أن تكون قناة نموذجية تتماشى مع تقنية الإعلام الجديد، لا أن يقتصر جهدها في المناسبات والمهرجانات والمعارض الكبيرة فقط.