بدأ رئيس الوزراء الأردني المكلف عبدالله النسور ماراثون مفاوضات مع مجلس النواب، للحصول على موافقتهم وثقتهم بحكومته، حيث من المتوقع أن يشرك النسور شخصيات من جماعة الإخوان المسلمين المحسوبين على تيار الاعتدال، فيما أعلن صراحة أنه ضد توزير النواب. وقال النسور بعد يوم من تكليفه من العاهل الأردني إثر مشاورات نيابية أجراها القصر الملكي أفرزت اسمه، أنه لا يعارض من حيث المبدأ توزير النواب، مشيرا إلى أن هذه القضية ستحسمها المشاورات مع الكتل النيابية. وحدد النسور أطر ومحددات شخصية الوزير الذي سيدخل حكومته قائلا «النظافة ستكون عنوان حكومتي الثانية». وبحسب مصادر مقربه من النسور قالت ل «الشرق»إن الوزارات السيادية سيطالها التغيير وهي وزارة الداخلية والمالية والخارجية ووزارة التخطيط. وأوضحت المصادر أن نية النسور تتجه للقاء قيادات في جماعة الإخوان المسلمين من قادة مبادرة «زمزم» التي اعتبرتها الجماعة انشقاقا عنها، وأنه سيعرض عليهم المشاركة في الحكومة وفي عضوية مجلس الأعيان، في محاولة لاستقطابهم وإشراكهم بالحياة السياسية ومراكز صنع القرار. وسيلتقي النسور بالكتل النيابية والنواب المستقلين، في حين سيلتقي بالأحزاب السياسية خلال اليومين المقبلين. ودعا النسور في تصريحات له عقب جلسة مغلقة مع رئيس مجلس النواب، كل من يملك ملفات بشأن الفساد أن يسارع لتسليمها إلى الحكومة للتعامل معها وفق الأطر القانونية والدستورية. وقال وزير من الفريق الاقتصادي المستقيل ل «الشرق» إن أول أولويات الحكومة المقبلة رفع أسعار الكهرباء مطلع يونيو المقبل، ورفع أسعار المياه لخفض العجز في موازنة الدولة، وإيفاء من قبل الحكومة بالتزاماتها مع صندوق النقد الدولي. وكان رئيس الوزراء المكلف عبدالله النسور قدم استقالته للعاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال عام 1991، احتجاجا منه على ذهاب الأردن إلى مفاوضات مدريد للسلام مع إسرائيل، حيث كان وقتها وزيرا للخارجية.