بدأ السودان وجنوب السودان أمس عملية سحب قوات البلدين مسافة عشرة كيلومترات جنوب وشمال خط الصفر المتفق عليه لإنشاء المنطقة العازلة منزوعة السلاح حسبما حدد فريق الوساطة الإفريقية. وجرى اتفاق الطرفين على تولي قائد البعثة الأممية في منطقة أبيي مراجعة عملية انسحاب الجيشين بعد 33 يوماً من بداية صدور الأوامر الأولية ونشر قوات دولية في المنطقة. وفي بادرة حسن نوايا، أصدرت دولة الجنوب تعليمات بانسحاب قواتها المتمركزة في منطقة الميل 14، وهي منطقة حدودية بموجب الاتفاق الذي وقعته الجمعة الماضي مع السودان في أديس أبابا، وأعلنت استعدادها لاستئناف ضخ النفط فوراً. وأعلن وزير الدفاع الجنوبي، جون كونق، صدور تعليمات لقواته بالانسحاب الفوري من منطقة الميل 14 ابتداءً من أمس الأول، ورحب بالاتفاق مع الخرطوم واعتبره ضربة البداية لاستقرار العلاقات بين الدولتين. واعتبر كونق، في تصريحاتٍ له، أنه لا توجد عقبات الآن أمام بدء تطبيق جميع الاتفاقات التسعة التي وقعها رئيسا البلدين في أديس أبابا في 27 سبتمبر الماضي بما في ذلك اتفاق التجارة وتصدير النفط، ولفت إلى أن تنفيذ الاتفاق الأمني كان أحد الشروط المسبقة لتطبيق الترتيبات المتعلقة بالاتفاقات الأخرى، موضحا أن هذا الاتفاق يقضي أيضا بسحب قوات كل من البلدين إلى خارج منطقة الميل 14. من جانبه، أعلن وزير الدفاع السوداني، الفريق عبدالرحيم محمد حسين، بدء القوات المسلحة لبلاده في الانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح، وشدد، في تصريحاتٍ له عقب عودته من أديس أبابا أمس، على التزامها بتنفيذ كل بنود اتفاق التعاون الذي وقعه رئيسا البلدين في سبتمبر الماضي. إلى ذلك، انخرط وفدا التفاوض في البلدين برئاسة إدريس محمد عبدالقادر وباقان أموم أمس في مباحثات لوضع المصفوفة الخاصة بتنفيذ بقية اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين. وتبحث الاجتماعات فى شقها السياسي الاتفاق على المصفوفة الخاصة بالجداول الأمنية لتنفيذ اتفاقيات التعاون التسع الممهورة بين الدولتين في سبتمبر الماضي التي توقفت للتعثر في البروتوكول الأمني، وتشمل الاتفاقيات عديداً من القضايا الخاصة بتجارة الحدود وإعادة ضخ النفط. وتردد أن توافقاً كبيراً جرى بين الجانبين فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، ما عدا المسائل المتعلقة بشركة «سودابت» والتواقيت المتصلة بتراسيم الحدود. في سياقٍ آخر، قُتِلَ ستة أشخاص في مواجهات مسلحة بين قبيلة الرزيقات والجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب في منطقة دمك الطليحة قرب منطقة سماحة في ولاية شرق دارفور. وزير دفاع دولة جنوب السودان جون كونق (رويترز)