أشعلت مبادرة جمعية «ود» الخيرية للتنمية الأسرية بالمنطقة الشرقية التي أقيمت في الغرفة التجارية مساء يوم أمس الأول روح المبادرة في حضور لقاء «أنا موجود»، حيث بادرت أكثر من 34 جهة حكومية وخاصة للمساهمة في توفير بيئة آمنة لذوي الإعاقة من خلال مشروع إصدار دليل إرشادي لذوي الإعاقة، يتضمن الجهات الحكومية والخاصة المهيأة لذوي الإعاقة حسب المقاييس الدولية. وتنوعت المبادرات التي طرحت في اللقاء، حيث عرضت بعض الجهات تقديم دورات تدريبية في لغة برايل ولغة الإشارة، وطباعة المنشورات التوعوية بلغة برايل، وذلك في إطار مبادرة «أنا موجود» التي تهدف إلى جعل الخبر مدينة رائدة في مجال خدمة المعاقين. وشهدت الأمسية توقيع اتفاقيتي شراكة؛ الأولى بين جمعية ود الخيرية ممثلة بمديرة الجمعية نعيمة الزامل وإدارة التربية والتعليم ممثلة بمساعدة الشؤون التعليمية بإدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية سناء الجعفري لمدة ثلاث سنوات تتضمن دورات تدريبية للموظفين في لغة الإشارة، وتوقيع الاتفاقية الثانية بين جمعية ود والجمعية السعودية للإعاقة السمعية. من جهتها، أوضحت رئيسة جمعية «ود» الخيرية نعيمة الزامل أن المجتمع لديه توجه لتوفير بيئة مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة لكن يحتاج للتشجيع والدعم، ونحن في جمعية «ود» أطلقنا هذه المبادرة لاستقطاب الجهات التي لديها الرغبة في تقديم الدعم وعقد اتفاقيات للمساعدة في تهيئة البيئة المناسبة للمعاقين. وأوضحت الزامل أن المشروع سيتضمن ثلاث مراحل تبدأ من التعريف بالبرنامج، ثم حصر الأماكن المهيأة لذوي الإعاقة، وأخيراً إطلاق الدليل الإرشادي الذي يعد الأول من نوعه، مشيرة إلى منح الجمعية مجموعة من الحوافز للمنشآت التي عملت على تهيئة مواقعها لتصبح صديقة للمعاقين من خلال ثلاثة مستويات ذهبية وفضية وبرونزية. من جانبها، تمنت هدى أبو حامد موظفة أرامكو «من فئة الصم والبكم»، أن يكون هناك متحدثون بلغة الإشارة، فالمعاناة التي تعيشها في عدم وجود مترجمين تجعلها تحتارإلى أين تذهب، خاصة حين يتعلق الموضوع بمراجعة جهات رسمية حكومية أو خاصة، وأشارت هدى إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة لا يعرفون حقوقهم، لأنه لا يوجد من يعلمهم هذه الحقوق ولا يعرفون ما الذي تقدمه الدولة لهم، وتمنت أن تغير هذه المبادرة من البيئة المحيطة ومن نظرة المجتمع للمعاقين، مشيرة إلى أنها لم تعرف عن وجود سماعات للصم والبكم إلا بالصدفة؛ مما يعني أن الإعلان عن آخر المستجدات ضعيف، فنحن بحاجة لجهة تعيننا على التأقلم وتسهل حياتنا. وأبدت رئيسة قسم التوعية البيئية والصحية بالجمعية ابتسام آل الشيخ استغرابها من عدم جاهزية بعض المستشفيات للمعاقين رغم أنها الجهة الأساسية التي يجب أن تدعمهم، وعبرت عن إعجابها بجهات لم تكن تعلم أنها مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة، مثل بعض المطاعم التي توفر قائمة الطعام بلغة برايل، كذلك بعض الفنادق والبنوك التي لديها جاهزية لذوي الاحتياجات الخاصة، من ضمنها وجود متحدثين بلغة الإشارة، وحول المبادرة قالت: «بدأت بذرة الفكرة منذ أربع سنوات والآن نراها تثمر، والسبب ما نراه من تهميش المجتمع لذوي الإعاقة، وهذا ما دفعنا لمبادرة «أنا موجود» لاستقطاب رجال وسيدات الأعمال والدوائر الحكومية التي يعاني ذوو الاحتياجات من عدم جاهزيتها». وأشارت إلى أن الجمعية ترعى 143 معاقاً من الذكور و 103 من الإناث، وتقدم لهم كافة الخدمات التي يحتاجونها بوجود عدد من الشراكات والمبادرات الرسمية مع القطاع الحكومي والخاص لتهيئة منشآتهم لتصبح صديقة للمعاقين. وكشف نائب المدير التنفيذي للبحوث بمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الدكتور علي العضيب، عن دراسة في مجلس الوزراء تتضمن دليلاً إلزامياً للوصول الشامل لفئة المعاقين وخلق مدن إنسانية صديقة لهم، حيث يسعى المركز لاعتماده في كافة المؤسسات الحكومية والخاصة بالمملكة، مبيناً أن المركز سيصدر قوانين الاندماج المهني خلال الثلاثة الأشهر القادمة لذوي الاحتياجات الخاصة مع تفعيل برامج الابتعاث الداخلي لهم. وأشار وكيل أمين المنطقة الشرقية للتعمير والمشاريع المهندس جمال الملحم، إلى نية الأمانة في تحويل حاضرة الدمام إلى مدينة صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة بدعوة المكاتب الاستشارية المتخصصة لعمل دراسات في خطة زمنية متكاملة ستبدأها الأمانة بنفسها في مبانيها وأرصفتها، ووضع مواصفات لتطبيقها للمباني الجديدة مقابل الحصول على تصاريح البناء، وستتم مراجعة المباني القديمة عبر لجان وضوابط معينة، مؤكداً على أن الأمانة سوف تكون ذراعاً تنفيذياً بعد توقيع اتفاقية مع وزير الشؤون البلدية والقروية وبعد توجيهات أمير المنطقة الشرقية، وسنقدم حوافز وتسهيلات للمنشآت التي ستقدم على هذه الخطوات. من جهته، كشف مدير إدارة التربية الخاصة في تعليم الشرقية سعيد الخزامين عن وجود تحالف وشراكة لدعم مشروع الوصول الشامل للمعاقين بالتعاون مع جامعة الدمام والهيئة السعودية للمهندسين السعوديين وإدارة التربية والتعليم والجمعية السعودية للإعاقة السمعية لتعديل البيئة العمرانية. خالد الهاجري يقدم الحفل (تصوير: حمد المهنا)