تمثل المرأة في المجتمع الأم والأخت والابنة، وهي نصف المجتمع، لكن الرجل الجاهلي عدّها عاراً، فكان يدسها تحت التراب، فجاء الإسلام وكرّمها وأعطاها حقها، ووصّى بها رسول البشرية فقال «أوصيكم بالنساء خيراً». ورغم التطور الذي صاحب البشرية بعد الإسلام وحتى الآن إلا أن قوماً بطباع الجاهلية مازالوا على قيد الحياة حتى الآن، رغم دخولهم في الإسلام منذ ما يقارب ال1400 عام، فتجدهم يرون ذكر المرأة في مجالسهم من العيب والعار، وإذا ما ذُكرت حتى لو على سبيل «الغزل» تجده يعقبها بكلمة «أكرمكم الله». سبحان الله! لا أصدق أن هؤلاء الأقوام مازالوا على قيد الحياة، ومازالوا يخجلون من المرأة، لكن الرجل فيهم لا يخجل من الزواج منها أو البر بها أو الإحسان إليها، فهي رغم ذلك تكاد تكون عادة جاهلية لم يتخلصوا منها حتى وقتنا الحاضر. هؤلاء رغم إسلامهم ورغم مدنيتهم وتحضرهم وتعلمهم إلا أن الجاهلية مازالت تطغى على أحاديثهم، فإذا جادلته بإكرام المرأة وأنها الأم التي وصّى بها رسول البشرية بقوله «أمك ثم أمك ثم أمك»، ناهيك عن أحاديث كثيرة توصي بالابنة والأخت والقريبات، والآيات العِظام التي تكرّم المرأة، فإنه يقول لك: صحيح، ثم يعقبها بكلمة «أكرمك الله»، وكأنّ ورودها يجيء في سياق مهين! جهلٌ مطبق بعضه فوق بعض.