قلتُ إن الذين يحبون لا يتزوّجون! فسألتني: هل الزواج حبٌ ممل؟ لم أقل لها إن ثمة خللاً في السؤال لأن الحب عندما يكون مملاً فإنه يخرج من حالة اللاحب كون الحب في الأساس طاقة حياة عنوانها التجدد والاستمرار! وكنتُ أقرأ قبل أيام إحصائية تشير إلى أن الرجال المتزوجين يتمتعون بصحة جيدة ويعيشون أطول مما يعيش العازبون، ولكن هذا لا ينطبق على النساء! لكن الباحثة والمؤرخة الأمريكية المعروفة «شير هايت» أجرت بحثاً أو استطلاعاً في كتابها «النساء والحب» عندما تساءلت هل النساء المتزوجات سعيدات، أم أنهن تخلين عن أحلامهن؟ وقد سجلت عدداً من الأجوبة، لكنها توقفت ملياً عند ما وصفته بالجواب المتميز للغاية الذي وافتها به إحدى النساء، والذي يتضمن الأسباب التي تجعلها تحب الزواج، إنّ مآربها عامة للغاية ولا تشرحُ فعلاً أي شيء، ولكن هذا النوع من الأجوبة هو تماماً ما تبديه معظم النساء: «أحب أن أكون برفقة زوجي، سواء كان هذا لقضاء أيام العطل أو العمل في الخارج، أو تناول العشاء في مكان عام، أو العمل في المطبخ معاً، أو القراءة أو حتى التحدث (إذا كان الموضوع غير شائك للغاية). فهو غالباً ما يقول لي إنه يحبني، ولكنه لا يقول بأنني جميلة، وشهية ورائعة، كم أود لو يقول لي ذلك. كما أحب أيضاً أن يكون بيننا مزيد من المحادثات الحميمة. إنه لا يعرفني بعمق فعلاً، كما لا أعرفه أنا كذلك. إن المشاعر والانفعالات بالنسبة إليه هي أمور شخصية وليس من الضروري مشاركة كائن من كان بها». المرأة تحب الثناء، فهو، أي الثناء، بالنسبة لها مثل الكعب لأخيلوس كما قيل، وواضح أن كلام سيدنا النفري صحيح عندما اختزل كل هذه الغربة سواء في الزواج أو غيره بالقول «القربُ حجاب»! لكن ما رأي المرأة في الرجل الذي يقطر لسانه عسلاً في حضرتها كأنها مركز كونه ومحور حياته، ومن ورائها (يسوي البلاوي ويعمل الهوائل) ومع ذلك لم تستطِع أن تقول له مثل أهلنا في مصر «أسمع كلامك أسدّءك أشوف عمايلك أستغرب»! هل لأنه فعلاً الرجل الذي لا يسيلُ لسانه بالكذب في حضرة المرأة هو رجل مضجر!!؟ تماماً مثل المسؤول الذي يكذب على الناس والمصيبة أنه يعرف أنه يكذب لذا سأقول له اليوم «أسمع كلامك أسدّقك أشوف واقعك أتعجب»!