الدمام – الشرق الخليفي: بعض الناس يحمِّلون الدولة أخطاءهم حذر محاضر من خطر «استقذار» المجتمع للمنحرفين أخلاقياً مثل «البويات والجنس الثالث»، مؤكداً أن ذلك يجعلهم متمسكين أكثر بما هم عليه من خطأ ويزيد ارتباطهم بأوساطهم، مما لا يتيح الفرصة أمامهم للعودة إلى الصواب جراء تشنيع المجتمع بهم، أو مساعدتهم على إيجاد الوسائل والسبل التي تسمح بتقبلهم في بيئاتهم. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها رئيس مجلس إدارة شركة إيديوجلوب التعليمية الأستاذ المشارك في قسم علم النفس بكلية التربية في جامعة الكويت الدكتور إبراهيم الخليفي، في ختام جلسات ملتقى «نرعاك» الخليجي الأول في الخبر أمس الأول بعنوان «سبل التربية السليمة». وانتقد الخليفي الاتكالية لدى بعض الآباء الذين يطالبون الحكومات بإيجاد تشريعات رادعة تحد من انتشار المظاهر السلبية قائلاً :»إن كثيراً من الآباء يحمِّلون الحكومات مسؤولياتهم الشخصية، ويسعون للتخلص من واجبهم عبر المناداة بأهمية وجود التشريعات»، مبيناً أن التشريعات مهمة ولكنها لها قنواتها الخاصة في المطالبة ولكن الآباء هم المسؤولين عن رعاياهم. وأشار إلى أن شرَّ الآباء هم المثاليون!، ناصحاً الآباء والأمهات بعدم وضع معايير عالية جداً للمواصفات التي يريدون أن يكون عليها أبناؤهم في المستقبل، وأن يتيحوا لهم الفرصة ليختاروا مستقبلهم. قائلاً: «أولادنا يمرقون من الدين بسبب مثاليتنا.. نحن أمة حوَّلنا الجهل إلى ثقافة». وأكد أن نهضة الأمم تبدأ من التفاصيل النفسية، في إشارة إلى وجوب تصحيح الأخطاء التي تمارس دون إدراك من جانب كثير من الآباء. وعلى محور آخر موازٍ، أوضح باحثون في الملتقى أن الزواج لا يبلغ معناه الحقيقي إلا بعد مرور عدة سنوات، موضحين أنه يبدأ بالتعارف ويتخلله «تعانف» ثم يبلغ مرحلة التآلف الحقيقي إذا بذل الأزواج السبل الصحيحة في العلاقة الزوجية. وقال الباحث والمستشار الأسري الدكتور حمود القشعان: إن الأسابيع الأولى في الزواج تعد مرحلة «خطرة» ولكن الأخطر منها بحسب دراسة أجراها في بعض دول الخليج تكون بعد مرور 19 عاماً على الزواج. وقال: لكي ينجح الزواج لا بد من أربعة مقومات، أولاها «الأمن النفسي» وهو «الاحترام» بالنسبة للرجل من قبل زوجته والعهد ببقاء الزواج بالنسبة للزوجة، ثم «الحوار» بشقيه اللفظي الذي يمثل 6% وغير اللفظي الذي يمثل 94%، وينقسم إلى الحوار من خلال نبرة الصوت وتعابير الوجه ولغة الجسد، فيما اعتبر أن المسؤولية هي المقوم الثالث، والعلاقة العاطفية المقوم الرابع التي تنقسم إلى «حب نفسي وحب اجتماعي وحب بيولوجي». ونصح القشعان الأزواج أن يخرجوا التلفاز من غرف نومهم والحذر مما أسماه ب «سارق الوقت» قاصداً الهاتف الذي يشكل سبباً حقيقياً في نفور الأزواج من بعضهم، إضافة إلى وسائل التواصل الأخرى التي تؤدي إلى مشكلات حقيقية بين الأزواج إذا استخدمت بشكل مفرط. وأشار القشعان في الملتقى الذي حضره أكثر من 1300 رجل وامرأة ، إلى أن الزواج في دول الخليج العربي تحيط به سبع خرافات بحسب دراسة أجراها، مبيناً أن أولى خرافات الزواج هو ما تعلنه وسائل الإعلام الخليجية بأن نسب الطلاق في الخليج مرتفعة، مبيناً أن غالبية هذه النوعية من المضامين غير دقيقة، ويتم مضاعفة النسب الحقيقية إلى ما يزيد على ثمانية أضعاف النسبة الحقيقية. مشيراً إلى أن نسبة الطلاق في السعودية وكذلك الكويت لا تتجاوز 6% فيما أوصلها الإعلام إلى أكثر من 30%، مما يشكك في استقرار المجتمع السعودي الذي وصفه ب «المستقر». محذراً من خطورة التضخيم الإعلامي للطلاق. ويضيف القشعان، إن الإعلام يبحث عن الإثارة، وإن الذين يقولون الحقيقة لا يعطون فرصة في قول الحقيقية، معللاً ذلك بأن بعض وسائل الإعلام يغلب عليها البحث عن الإثارة أكثر من البحث عن الحقيقة. وقال: إن من خرافات الزواج في دول الخليج شيوع فكرة أن «السكن مع أهل الزوج يؤدي إلى المشكلات» مشيراً إلى أن الدراسات أثبتت عدم صحة هذه الفكرة، كما بين أن من خرافات الزواج انتشار فكرة أن «الأبناء مسامير تثبيت الزواج» قائلاً أن الدراسات أثبتت أن الأزواج الذين لم يكتب لهم الله تعالى الإنجاب أكثر صداقة وقرباً.