أثار باحثان خليجيان جدلاً حول التربية والعلاقات الأسرية خلال ملتقى (نرعاك) الخليجي الأول الذي اختتم أعماله أول من أمس في الخبر، مشيرين إلى أن خرافات تحيط بالأسرة الخليجية في مقدمتها نسب الطلاق، التي قالا أنها لا تتجاوز 6 في المئة بينما يوصلها الإعلام إلى 30 في المئة، بالإضافة إلى خطأ المجتمع في التعامل مع «الشواذ» ما يدفعهم إلى العناد بسبب استقذارهم. وأشارا إلى أن الزواج لا يبلغ معناه الحقيقي إلا بعد مرور سنوات، موضحين أنه يبدأ بالتعارف ويتخلله «تعانف» ثم يبلغ مرحلة التآلف الحقيقي إذا بذل الأزواج السبل الصحيحة في العلاقة الزوجية. وأوضح الباحث والمستشار الأسري الدكتور حمود القشعان «إن الأسابيع الأولى في الزواج تعد مرحلة «خطرة» ولكن الأخطر منها بحسب دراسة أجراها في بعض دول الخليج تكون بعد مرور 19 عاماً على الزواج»، وأضاف «لكي ينجح الزواج لابد من أربعة مقومات»، أولاها «الأمن النفسي» وهو الاحترام بالنسبة للرجل من قبل زوجته، والعهد ببقاء الزواج بالنسبة للزوجة، ثم «الحوار» بشقيه اللفظي الذي يمثل 6 في المئة، وغير اللفظي الذي يمثل 94 في المئة، وينقسم إلى الحوار من خلال نبرة الصوت وتعابير الوجه ولغة الجسد، فيما اعتبر أن المسؤولية هي المقوم الثالث، أما المقوم الرابع فهو العلاقة العاطفية التي تنقسم إلى حب نفسي وحب اجتماعي وحب بيولوجي». ونصح الأزواج أن يخرجوا التلفاز من غرف نومهم والحذر مما أسماه ب «سارق الوقت» قاصداً الهاتف الذي يشكل سبباً حقيقياً في نفور الأزواج من بعضهم، إضافة إلى وسائل التواصل الأخرى التي تؤدي إلى مشكلات حقيقية بين الأزواج إذا استخدمت بشكل مفرط. وأشار القشعان في الملتقى الذي نظمه مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية بالشراكة مع (سبكيم) وحضره أكثر من 1300 رجل وامرأة، إلى أن الزواج في دول الخليج العربي تحيط به سبع خرافات بحسب دراسة أجراها، مبيناً أن أولى خرافات الزواج هو ما تعلنه وسائل الإعلام الخليجية أن نسب الطلاق في الخليج مرتفعة، مبيناً أن غالبية هذه النوعية من المضامين غير دقيقة ويتم مضاعفة النسب الحقيقية إلى ما يزيد على ثمانية أضعاف النسبة الحقيقية، مشيراً إلى أن نسبة الطلاق في دول السعودية والكويت لا تتجاوز 6 في المئة، فيما أوصلها الإعلام إلى أكثر من 30 في المئة، مما يشكك في استقرار المجتمع السعودي الذي وصفه ب «المستقر». محذراً من خطورة التضخيم الإعلامي للطلاق. مؤكداً أن الإعلام يبحث عن الإثارة وأن الذين يقولون الحقيقة لا يُعطون فرصة في قولها معللاً ذلك بأن بعض وسائل الإعلام يغلب عليها البحث عن الإثارة أكثر من البحث عن الحقيقة. وقال: «إن من خرافات الزواج في دول الخليج شيوع فكرة أن السكن مع أهل الزوج يؤدي إلى المشاكل»، مشيراً إلى أن الدراسات أثبتت عدم صحة هذه الفكرة، كما بين أن من خرافات الزواج انتشار فكرة أن «الأبناء مسامير تثبيت الزواج»، قائلاً أن الدراسات أثبتت أن الأزواج الذين لم يكتب لهم الله تعالى الإنجاب أكثر صداقة وقرباً من بعضهم. من جهته، أوضح الباحث الدكتور إبراهيم الخليفي الذي قدم محاضرة حول «سبل التربية السليمة» إن شرّ الآباء هم المثاليون، ناصحاً الآباء والأمهات بعدم وضع معايير عالية جداً للمواصفات التي يريدون أن يكون أبناؤهم عليها في مستقبلهم، وأن يتيحوا فرصة لأبنائهم أن يختاروا مستقبلهم، مستدركاً «أولادنا يمرقون من الدين بسبب مثاليتنا». وقال: «نحن أمة حولنا الجهل إلى ثقافة»، ونهضة الأمم تبدأ من التفاصيل النفسية، في إشارة إلى وجوب تصحيح الأخطاء التي تمارس دون إدراك من جانب كثير من الآباء. وذكر أن «استقذار» المجتمع للمنحرفين أخلاقياً مثل «البويات، والجنس الثالث» يجعلهم متمسكين أكثر بما هم عليه من خطأ ويزيد ارتباطهم بأوساطهم، مما يجعلهم لا يستطيعون العودة إلى الصواب جراء تشنيع المجتمع لهم وإيجاد القبول في بيئاتهم. وانتقد الخليفي الاتكالية لدى بعض الآباء الذين يطالبون الحكومات بإيجاد تشريعات رادعة تحد من انتشار المظاهر السلبية، قائلاً: «كثير من الآباء يحملون الحكومات مسئولياتهم الشخصية، ويسعون للتخلص من واجبهم عبر المناداة بأهمية وجود التشريعات»، مبيناً أن التشريعات مهمة ولها قنواتها الخاصة في المطالبة، ولكن الآباء هم المسؤولون عن رعاياهم.