أُخِذَ عن الإعلام الرسميّ صورة سلبية تتمثّل في تحَفُّظه وتضييقه في نشر الأخبار.. وكثيراً ما اتُّهِمَت الصحافةُ تحديداً بالإثارة، فإذا ما أرادتَ تسفيهَ موضوعٍ ما فقُلْ عنْهُ: «كلام جرايد»!وفي المقابل، من النادر أن يتطرَّق القارئُ للمهنيَّة في الصحافة، ولاحتفاظها بكثير من الملفَّات والأخبار غير صالحة للنشر لمخالفتها سياسة النشر بتعرُّضِها للإساءة لأشخاصٍ بعينهم، والتدخُّل في خصوصيَّاتِهم، وأنَّها لا تخدم القضية المطروحة.وصل لجوَّالي -ولغيري- تعميمٌ (رسمي) (مُسَرَّب) عن إحدى مراكز الشرطة يقضي بأمرٍ بالبحث عن فتاة مخطوفة، ويذكُر كلَّ التفاصيل عنها من اسمها بالكامل، ولون بشرتها، واسم زوجها ورقم جوالها وجواله..! وبما أنه لا رئيسَ تحرير للواتس يُجيزُ نشر هذه المعلومة وتداولها أو يمنعُها، ولا توثيقَ ولا مصدرَ؛ فالأمرُ يعتمد على وعي المتلقِّي في القبول والإسهام في النَّشر حتّى.أيُّ استهتار هذا بأعراض الناس، وأيّ جُرأةٍ على الأوراق الرَّسميَّة وعلى الأجهزة الحسَّاسَة في الدولة؟وإذا افترضنا حُسن النِّيَّة في نشر التعميم.. سواءً من رأس المُسرِّب أو من جماعة الناشرين، لكن يا جماعة الخير ليس هذا شغلكم رحم الله والديكم..!لو فُتِح الباب على مصراعيه ولم يوقَف الفاعل عند حدِّه فخطورة الأمر لا تخفى عليكم.شُكراً لشرطة منطقة المدينةالمنورة، وللّواء سعود الأحمدي خاصَّةً، بعد توجيهه بالقبض على مُمرِّر التَّعميم ومصوِّره في أقلَّ من يوم واحد من الواقعة، فهذا إنجاز كبير يُحسَب لهُم، وسيلقى الجزاء الرَّادع له ولأمثاله. ** فِكرة إيجاد رئيس تحرير للواتس ولتويتر غيرُ منطقيَّة أبداً…لكن حين تغيبُ المصداقيَّة والموضوعيَّة.. فهل تكفي الرقابة الذاتية؟!