فيما مضى من الزمان كانت المؤسسات الرسمية تتعامل مع وسائل الإعلام وفقا لنظامين ثابتين الأول هو: (إنجازاتنا بالأرقام) والثاني هو نظام: (سكتم بكتم)!، وتتلخص تقنيات (إنجازاتنا بالأرقام) في تزويد الصحيفة بالأرقام والجداول والصور التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك الحجم المخيف للإنجازات الباهرة التي حققتها المؤسسة والتي ما كان بالإمكان تحقيقها لولا جهود رئيس المؤسسة ونوابه الذين سوف ترسل صورهم ضمن بقية الصور البراقة.. و(الحسود بعينه عود)!. أما نظام (سكتم بكتم) فهو نظام سهل وعملي ويعتمد على تقنية الصمت المطبق والطرد المركزي للصحافيين الفضوليين الذين تقتضي طبيعة عملهم البحث عن المعلومات، ومهما كان حجم المؤسسة فإنها تنتقل من نظام (إنجازاتنا بالأرقام) إلى نظام (سكتم بكتم) بشكل تلقائي وسلس ويعرف جميع موظفيها أنهم انتقلوا من هذا النظام إلى ذاك دون حاجة إلى تعميم مطبوع لأن المؤسسة تكون دائما في حالة (سكتم بكتم) حتى تطبع كتيبات وصور (إنجازاتنا بالأرقام) فيعرف جميع الموظفين أنهم انتقلوا إلى الحالة الجديدة وبعد الانتهاء من نشر الصور والجداول يعودون بشكل تلقائي إلى حالتهم الأولى.. وهكذا لا تحتاج المؤسسة إلى توزيع خطتها الإعلامية على موظفيها.. ف(المارية الغفلة)!. ولكن جاء عصر الانفتاح.. وما أدراك ما عصر الانفتاح؟.. وأصبح الجميع يبحثون عن الشفافية.. وما أدراك ما الشفافية؟، ولم يعد نظام (سكتم بكتم) قادرا على العمل بسبب انتشار وسائل الإعلام الجديدة الفضائيات ومواقع الإنترنت ورسائل الجوال حتى أصبحت وكالة (يقولون) تتمتع بأذرعة عنكبوتية وموجات كهرومغناطيسية، كما أن نظام (إنجازاتنا بالأرقام) لا يستطيع تغطية كل هذه الوسائل الإعلامية الجديدة التي أصبحت أكثر من الهم على القلب.. ومن هنا نشأت الحاجة إلى (الناطق الرسمي). (الناطق الرسمي) صديق الصحفيين الذي يبقى جواله مفتوحا في كل وقت والرجل الخارق الذي يستطيع التوفيق بين غضب المسؤول مما تنشره وسائل الإعلام ولهاث الصحفيين للبحث عن سبق صحافي مهما كان الثمن جاء ليصنع واقعا إعلاميا جديدا ويعيد بناء العلاقة بين المؤسسة الرسمية ووسائل الإعلام. وقد أعتمدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ تولي الشيخ عبد العزيز الحمين رئاستها منهجا إعلاميا يقوم على الشفافية والمكاشفة، وقبل فترة وجيزة تلقيت رسائل إلكترونية من بعض الناطقين الرسميين الذين اعتمدتهم الهيئة للتعاطي مع وسائل الإعلام في كل المناطق حيث أبدى هؤلاء استعدادهم للتعاون الدائم مع ذكر أرقامهم الهاتفية وعناوينهم البريدية، ولكن «عكاظ» تقول في عددها أمس أن تعميما صدر للناطقين الثلاثة عشر في مختلف مناطق المملكة بعدم التصريح للصحافة قبل العودة إلى المركز الرئيسي الذي سوف يراجع الموضوع ويدقق فيه لعدة أيام كما جاء في ثنايا الخبر.. وأي ثنايا للخبر بعد عدة أيام!. ناطقون رسميون ممنوعون من التصريحات!.. ياله من ابتكار إعلامي فريد من نوعه نتمنى أن لا يدوم طويلا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة