حملت المجموعة القصصية الأولى للإعلامي جعفر عمران عنوان «سالفة طويهر»، وصدرت عن دار طوى قبل أيام من افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب. غلاف “سالفة طويهر” (الشرق) وقال عمران، إن المجموعة تضم سبع قصص كتبت على فترات متباعدة، وتتناول شخصية شعبية تعيش على هامش الحياة، وتروي حكاياتها وأحلامها وخيباتها بلغة تتناسب وشخصية البطل، وأما عناوين قصص المجموعة فهي: ملف علاقي، زفاف العطر، البحر أمامي، مالت عليه، فطيرة الملاهي، سالفة طويهر، الفقيد السعيد. ونقتطف من قصة «سالفة طويهر»: دفقت الشاي على الأرض، وراقبته وهو يسيل ببطء على التراب. ارتفع الأذان لصلاة الظهر. اقشعر بدني. أخذت نفساً عميقاً. التفتُّ للوراء. تسارعت نبضات قلبي. أصغي لصوت حجّي ناصر وهو يؤذن كي أتوازن. همست لنفسي: كيف أنا أروح الرياض، ولا أعود أسمع حجّي ناصر يؤذن، تعودت على سماع أذانه في كل صلاة، حتى لو لم أذهب للمسجد أصلي صوته يصلني عبر النافذة، صوته جميل يذكّرني بجدي وبأيام طفولتي. عندما كنا صغاراً كنا نصعد معه المئذنة، أذكر مرة رحت الهفوف وطلبت من أخي أن يسجّل الأذان في المسجل لأن أذانه اليوم يختلف عن أمس. كل يوم يؤذن بطريقة، وأنا أحرص على سماعه. أقف عند باب بيتنا وأستمع إليه، وأشعر بالراحة والأمان، ولكن إذا تركت الأحساء سأفتقد النخيل، أذهب إليها كلما غلبني الضجر والضيق من الناس ومن الديرة. انتهى حجّي ناصر من الأذان. تركت المدرسة وصرت أركض! استغربت من نفسي! أركض بسرعة! خفتُ أن يراني أحد من المدرسين ويقول عني إني مجنون، يحسب أني سأركض إلى الرياض أبحث لي عن وظيفة، أركض ولا أستطع أن أهدئ من سرعتي، أركض بسرعة، لا أستطع أن أقف، لا أعرف لماذا؟ أركض بسرعة بسرعة، وجرس المدير يصيح، يصيح، يصيييييح.