كثر لدينا تقارير وأخبار وقصص عزوف مسلمين من الصلاة في المساجد فضلاً عمن هجروا الصلاة في أوقاتها أو هجروها كلياً وأنا أشعر أن هناك سبباً نحن في غفلة شديدة عنه مع أن ديننا الحنيف نبهنا تجاهه والرسول صلى الله عليه وسلم قد أعطى لأمته قاعدة رائعة المضمون وصارمة البيان حددت لنا أهميته وأعني في مقالتي موضوع ترتيل الصوت و تجميله . في المسجد القريب من منزلي مؤذنه وفقه الله يؤذن بصوت شجي ولكن يعيبه لحن صوته السلبي المحزن الذي يخيل إليك بأنه يدعوا إلى حضور جنازة وليس إلى حضور صلاة تمتلأ بروحانية لقاء الرب عز وجل ولا كأنه ينادي إلى أعظم جلسات نفسية علاجية في أفضل مستشفى متواجد في العالم أعني المسجد . كذلك بعض الأئمة ليسوا بعيدين عن هذا المؤذن حيث يرتلون القرآن بأصواتهم الجميلة ولكن بطريقة محزنة بل قد يكون ترتيلهم تحت أنماط ما يسمى بالمقامات ، وأنا متأكد إلى درجة كبيرة من حسن نواياهم ومقاصدهم في دعوة الناس للخشوع في الصلاة والتأثر بالآيات وهذا مطلب سليم ؛ لكن ما أعنيه أنه من الواجب أن نطلق في الآفاق أذاناً وتلاوة بصوت عذب إيجابي يبعث الروحانية ويجعلنا نتذكر أن لدينا في حياتنا واجبات كثيرة تجاه ديننا وتجاه مجتمعنا ويجعلنا فعلاً نخشع للآيات ونتدبرها أيضاً هناك جانباً معاكساً وهو المؤذنين والأئمة الذين لا يحسنون أصواتهم ولا يرتلون قرائتهم وكأن واجبه يتوقف على اداء الصلاة بمجرد الحركات وبتجريد الروحانيات ، أو أن يردد كلمات وكأنها من مجاز الكلمات ولا كأنها تحمل اسم الله سبحانه وإعلان للشهادة بألوهيته وحده وأن محمداً رسوله صلى الله عليه وسلم ، بل إني أراهم لا يعرفون أن مثل هذا الصدح في أرجاء الكون هو تعبير عن ثقافتنا الجميلة وأن إهمالهم إساءة لهذه الثقافة وأبسط دليل على أنها أساءة هو أني أسألكم كم مرة سمعنا قصص الدخول في الإسلام بسبب التأثر لسماع القرآن وقت الصلاة ؟؟ بقي أن أشير إلى نقاط هامة وهي : إنني أدعوا علماء النفس المسلمين إلى دراسة تأثير ترتيل قارئ القرآن على سامعيه وهل يؤثر سلبياً إن كان القارئ لا يتعمد الترتيل والتحسين من القراءة . أرجوا من وزارات الشؤون الإسلامية وإدارات تعيين الأئمة وضع مقاييس صارمة عند اختيار المؤذنين والأئمة ومراقبتهم دورياً إلى أئمتنا ومؤذنينا الفضلاء : أنتم لكم تأثير كبير على الناس من خلال وظيفتكم وواجبكم كبير وأنا سأسألكم هل تعتقدون أنكم قد قدمتم ما يتوجب عليكم فعله ؟ إن كان نعم فنتمنى ذلك وإن كان لا فإنني أخشى عليكم أن يقول أحدهم تركت الصلاة بسبب المؤذن أو الإمام الفلاني !! يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ليس فينا من لا يتغنى بالقرآن ( أو كما قال ) كما أنه أمر الصحابي الذي تحلم بالأذان أن يلقنه صحابي آخر لأن صوته أحسن وأندى منه الكاتب : عبد الإله بن محمد القحطاني كلية الأنظمة والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود مخرج مساعد بقناة ماسة المجد