يؤدي أربعة ملايين طالب وطالبة من طلاب التعليم العام وتحفيظ القرآن الكريم غداً السبت اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي في جميع مناطق ومحافظات المملكة، وجميع المدارس في المرحلتين المتوسطة والثانوية. وأوضح مدير إدارة التربية والتعليم في محافظة الليث، محمد بن مهدي الحارثي، أن جميع المشرفين التربويين والمشرفات التربويات يقومون بجولات ميدانية إشرافية على جميع مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية؛ وذلك بهدف الاطمئنان على انتظام الطلاب والطالبات، وسير الاختبارات في الأسبوع الأول من الاختبارات، وتهيئة قاعات الاختبارات داخل المدارس لضمان تأدية جميع الطلاب والطالبات الاختبارات في سهولة وطمأنينة. وعن حالة الاستنفار والقلق التي تنتهجها الأسر في مثل هذه الأيام، أكد الحارثي أن الاختبارات هي جزء من العملية التعليمية، وبالتالي فهي مرحلة قياس للتحصيل الذي وصل إليه الطالب فقط؛ لذا فإن مسألة إعطائها أهمية أكبر تؤدي إلى إحداث نوع من الإرباك لحياة الأسرة، هو أمر غير مبرر. وفي المدينةالمنورة أكملت الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة استعداداتها لاستقبال 140 ألف طالب وطالبة لأداء اختبارات الفصل الدراسي الأول، التي تستمر أسبوعين في مختلف مراحل التعليم العام والتربية الخاصة في القطاعين، وسط تكامل لجميع الإمكانات، بما يضمن انتظام سير الاختبارات في أجواء تربوية، بحسب ما أوضح المدير العام للتربية والتعليم في منطقة المدينةالمنورة، الدكتور سعود بن حسين الزهراني، مشيراً إلى أن الاستعدادات راعت الترتيبات التي تهيئ للطلاب الأجواء الملائمة لأداء اختباراتهم، لافتاً إلى أن إدارات الإدارة العامة وأقسامها منوط بها أداء مهامها في ذلك جنباً لجنب مع الأدوار المنوطة بالمدارس، من خلال تهيئة قاعات الاختبارات، والتحقق من جاهزيتها، وتشكيل اللجان، وتطبيق لائحة الاختبارات. على ذات الصعيد، تشهد فترة الاختبارات ازدياداً ملحوظاً في محاولات الغش التي يلجأ إليها بعض الطلاب، وتعرف بينهم باسم “البراشيم”، بالرغم من التعليمات الصارمة لوزارة التربية والتعليم بإلغاء الامتحان فور وجود حالة من الغش الجماعي، أو في محاولة للخروج على الشرعية في قاعات الامتحانات، إلا أن شريحة الطلاب الذين تكون مستوياتهم متدنية يلجؤون لوسائل شتى لشراء النجاح، منها ما هو تقليدي كالقصاصات الصغيرة، ومنها ما هو مبتكر بأسلوب جديد تلعب التقنية فيه دوراً أساسياً لا يخلو من الغرابة. يقول الطالب في المرحلة الثانوية في مدينة الطائف محمد العتيبي “إن لجوء بعض الطلاب ل”البراشيم”، وبخاصة طلاب المرحلة الثانوية، يعود إلى ضعف تحصيلهم أثناء العام الدراسي، وغيابهم عن حضور الدروس؛ بسبب تهاونهم وغياب الرقيب من الأسرة في تتبع أثر الأبناء، وضعف العلاقة بين البيت والمدرسة”، مضيفاً أن “الغشاشين” اعتادوا تصوير الأوراق الصغيرة أملاً منهم في تحقيق النجاح بأي طريقة؛ كونهم لا يحملون أي معلومة لمواجهة أسئلة الاختبار، الذين لا يجدون أمامها إلا الطرق الملتوية، ومنها اللجوء ل”البراشيم”. وذكر محمد القثامي أن العمالة الوافدة أسهمت في انتشار ظاهرة “البراشيم”، من خلال سيطرتها على القرطاسيات وأجهزة التصوير في المحال التجارية، وتمكين الطلاب من تصوير الملخصات وتصغيرها بأحجام لا تكاد تُرى، تجعل الطلاب يخبئونها في أماكن لا تخطرعلى بال. من جانبه، قال المشرف التربوي بندر الروقي ل”الشرق” “إن تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات تعود إلى أسباب جوهرية تتعلق بالوالدين والمدرسة وأسلوب الأسرة في تنشئة الأبناء”وأضاف الروقي أن تقصير الطلاب وغيابهم المتكرر عن المدرسة دون موجه، جعلهم يمارسون الغش بكل الوسائل المتاحة، طلباً للنجاح بدون كلفة أو عناء، مبيناً أن الطالب الغشاش يعاني فقد الثقة في نفسه؛ حيث يعطل الإحباط قدراته التي لم يستثمرها بشكل صحيح. من جانبه، قال الشيخ عطية صقر “إن الغش في أيّ شيء محرم، والحديث واضح في ذلك “من غشّنا فليس منا”، وهو حكم عام لكل شيء فيه ما يخالف الحقيقة، فالذي يغش ارتكب معصية، والذي يساعده على الغش شريك له في الإثم. ولا يصح أن تكون صعوبة الامتحان مبررة للغش، فقد جُعل الامتحان لتمييز المجتهد من غيره، والدين لا يساوي بينهما في المعاملة، وكذلك العقل السليم لا يرضى بهذه التسوية”، مشيراً إلى أن انتشار الغش في الامتحانات وغيرها رذيلة من أخطر الرذائل في المجتمع؛ حيث يسود الباطل وينحسر الحق.