كشفت جهات معنية سطو بعض التجار وأصحاب النفوذ على الأراضي الحكومية في خميس مشيط، منها هدية خادم الحرمين الشريفين المتمثلة في منح المحافظة مساحات من الأراضي تقدر بنحو 72 مليون متر مربع، عن طريق الإحداث عليها وبناء غرف ومرافق وأحواش زعموا أنها من أملاكهم الخاصة. عدسة «الشرق» رصدت أساليب بعض الجشعين في كيفية تحصين تلك الإحداثيات وطريقة بنائها، حيث يبدأ العمل بعد صلاة العصر من يوم الأربعاء، ويتم البدء بجلب مواد البناء والعمال إلى الموقع المراد الاستحواذ عليه، ثم تتم تغطية الموقع بعدد من الشاحنات التي تحيطه لتستره عن الأنظار، وتبدأ أعمال بناء السور على مدار الساعة، حتى يتم الانتهاء من البناء في غضون يوم أو يومين، بينما تبقى تلك الشاحنات والصهاريج محيطة بموقع البناء من جميع الجهات حتى لا يستطيع أحد اكتشاف الأمر أو محاولة إزالته، فيما لجأ بعضهم إلى الكتابة على الصخور في عدد من المواقع «محجوز لآل فلان» ليضمن عدم اقتراب أحد من ذلك الموقع. من جهته، أوضح محافظ خميس مشيط سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط أنه تلقى خطابا من قيادة المنطقة الجنوبية، يشير إلى تعدي عدد من المواطنين على مواقع تابعة لجهات عسكرية، مؤكدا أنه تم التحري عن الموضوع وتكليف لجنة التعديات بإزالة أي محدث في الموقع، مشيرا إلى أن المحافظة رصدت عددا من التعديات وتمت إزالتها. ولفت ابن مشيط إلى أن ظاهرة التعديات على الأراضي الحكومية أصبحت تشكل عبئا على تنمية المحافظة، وتعرقل إنجاز كثير من المشروعات الحيوية والعملاقة، من ضمنها هدية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأهالي المحافظة، التي تمثلت في منحهم 72 مليون متر مربع. ونفى ابن مشيط أن يكون هناك تواطؤ من قبل أية جهة حكومية بخصوص ترك المواطنين للبناء في الأراضي الحكومية، وقال «يلجأ مواطنون إلى البناء خلال أيام نهاية الأسبوع، مستغلين العطلة في البناء طوال الليل، متخفين خلف أرتال من الشاحنات التى يجري صفها حول البناء»، وأضاف «تمت مخاطبة الجهات الأمنية والمرور لمعرفة ملاك الشاحنات واستدعائهم أو القبض عليهم في حال تطلب الأمر، ومن ثم رفع الإحداثات من المواقع التي حاولوا الاستيلاء عليه». وحول هوية المعتدين، قال ابن مشيط لا يمكن لأصحاب الدخل المحدود امتلاك تلك الشاحنات أو جلبها، مرجحا أن يكون أصحاب الأموال في المنطقة وراء محاولة الاستيلاء على تلك المواقع وضمها إلى أراضيهم وأملاكهم. أحد المواقع التي تم الاعتداء عليها إحداثات مهدومة