الخشية من إحالة الملف النووي الإيراني من الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة إلى مجلس الأمن، إضافة إلى التحذيرات الروسيّة والصينيّة لإيران، أدّت إلى تزايد الخوف لدى قادة إيران، وإبداء التراجع عن تصريحاتهم الناريّة. وبعد إعلان «خامنئي» صراحة عن «رفضه القاطع لأي تفاوض مع أمريكا، واستحالة التوصّل إلى التفاهم حيال الملف النووي»، أعلن وزير الخارجيّة الإيراني ورئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجيّة للبرلمان الإيراني عن «إلزاميّة التوصل إلى اتفاق، وبحث التفاوض مع أمريكا». وأكد «جو بايدن» مستشار «أوباما»، «عزم بلاده التفاوض الثنائي مع إيران في حال أبدى خامنئي جديّته». ووضغت أمريكا خيارين أمام إيران هُما إمّا «الموافقة» أو «الرفض» على العرض الأمريكي للمفاوضات. وفي حال وافقت طهران على الشرط الأوّل فيعني ذلك «استمرار الضغوطات والعقوبات مع مواصلة التفاوض في آن واحد» ولا شك أن إيران ستكون الخاسر الأكبر في ذلك، وعندما ترفض طهران العرض الأمريكي، فهذا يعني «ضرب مصداقيّة إيران من حيث المبدأ فيما يتعلق بالمفاوضات» وسيؤدّي ذلك بلا شك إلى فرض مزيدٍ من العقوبات ضد إيران. وتبحث طهران عن ضمانات لرفع العقوبات الاقتصاديّة والماليّة الفتاكة عنها، وفي حال حصولها على الضمانات فإنه لا مانع لديها من وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.. ويتمنى المواطن الإيراني «قيام بلاده بتخصيب البصل عوضاً عن اليورانيوم» أمام الارتفاع الجنوني للأسعار، وفقدان المواطن القدرة حتى على شراء البصل!