ما أحسَبُ أنَّ ثَمّةَ مِن لقبٍ يمكنُ أنْ يكونَ هوالأليق ب»عبد القادر طاش»مِن بعدِ هذه السنين التي مَرّت على وفاتهِ – يرحمهُ اللهُ تعالى- إلاّ أن يكون َلقب»أُستاذ جيلٍ»، وذلك بما كانَ يتوافرُعليهِ مِن: كفاءةٍ أكاديميةٍ مُنتجَةٍ، ومِهنيّةٍ إعلاميّةٍ مُتوثّبةٍ، وأوليّةٍ سابقةٍ اختطَّ فيها دُروباً لم تكُن قد سُلِكت مِن ذِي قبل، ينضافُ إلى كلِّ ذلكَ- وإلى سواهُ – ما قد عُرِفَ عنهُ مِن: ثباتٍ في الموقفِ دونَ أن يتّخِذَ لكلّ حالةٍ ثوباً مزركشاً ابتغاءَ أنْ يُرضِيَ بهِ قوماً ويَغيظ به آخرين، إذ ألفيناهُ مِن قلائلَ مَا كانَ مِن دَأْبِهِ غيرالاشتغالِ على مَشروعِه الذي نَذَرنفسَهُ لهُ،وذلك َوَفْقَ رؤيةٍ هاديةٍ مَناطَاتُهَا السّدادُ ديانةً، بحيثُ لا تفتأ تراهُ في منأىً عن البَغي،حتَى مع مَن يختلفُ مَعهم، إذ كانَ يتّبِعُ في سبيله رشَداً، ثُمّ اتّبعَ سبَباً، وآيةُ ذلك أنّ مَن كانوا يُحشَرونَ في خانةِ:»أعتى» المختلفينَ معَه تَراهم مِن أكثرِالناسِ إجلالاً له واحتفالاً بما كانَ قد صَنَعَ مِن نجاحاتٍ تستحِقُ الإشادَةَ، بل ويُمكِنُ الجزم بأنّهم هم:الأشدُ أسفاً على رحِيلِهِ. ولئن رُحتَ تَسبرُ تأريخَهُ :»الإعلاميَّ» فإنّكَ توشِكُ أنْ تجِدَهُ بِلا:(خَطيئةٍ) إذ ظلَّ أبيضَ نقيّاً مخمومَ القلبِ، لم تَشِنْهُ- فيما أُقدّرُ- غير نقطةٍ سَوداء (أسأل الله أن يسامحه عليها)، وتلك :»الخطيئةُ» لم تكن سِوى»توهيقه» لصهره :»قاسم» لِأَن يكونَ إعلاميّاً-وبخاصةٍ مذيع/محاور- وعبد العزيزِ هذا لا أُماري جَدَلاً فيمَا يبذِلُهُ مِن الوسعِ في أن يكونَ شيئاً مذكوراً بيدَ أنّها إمكاناتُهُ التي تشكوتواضعَاً ظاهراً، وهي التي قد قَعدَت بهِ في بؤرةِ ضوءٍ كانَ مِن شأنِهَا هَتْك عورةِ ضعْفهِ الذي بات موطن تَندُّرٍ مِن كثيرين،ولقد كانَ الأولى ب:» قاسم» أن يبقى وراء الكواليس معاوناً في الإعدادِ كما قد كان «طاش» يحبسِهُ قبلاً ويُقسِمُ عليه أن لايبرحَ هذا المكان.(وهذا يعني أن القفزلأن يكون مذيعاً من محض اجتهادات عبد العزيز) ما ينبغِي لأي أحدٍ أنْ يسَاورَهُ الشّكُ في:طِيبةِ قلبٍ يتمتّعُ بها :»قاسمٌ» بل أقسمُ غير حانثِ أنها لو وِزّعت على أهل:» بخارى» لوسعتهم.إلا أنّ هذه الطيبةَ وحسنَ القَصد -أحياناً- ليسَ من شأنِهَا أنْ تجعلَ من العملِ الرديءِ ناجحاً،ولامن ضعيفِ الإمكاناتِ متمكَناً. حبيبنا عبد العزيز.. لايخدعنّكَ من يثنونَ عليكَ قِبالةَ وجهِكَ ذلك أنهم يُغازلونَكَ ابتغاء أن تجعلَ منهم ضيوفاً دائمينَ لبرامجكَ..! وأبلغ سلامي للأحبابِ:»عوض.. والسعيدي.. ومحسن»