كلنا شاهدنا نهائي كأس ولي العهد بكل تفاصيله ودروسه ونتائجه، وكلنا أدرك واقتنع بأن علو الكرة السعودية ورقيّها وعودتها للصفوف الأولى على الأقل في آسيا مرهون بعودة مثل هذه الفرق إلى وضعها الطبيعي، فعودة النصر تعني عودة الفن والمنافسة والحضور والتشويق، ما أجمل تلك الليلة رغم الخسارة! فقد تزينت جنبات الاستاد بلون الذهب الصافي، وازدان المكان بريقاً بفنهم الراقي، وتذكرنا معهم ذلك الزمن الماضي، وكنا على يقين بأن العالمي سيسعدنا وهو ما كان رغم الذي كان، فقد جسد الفريق كل فنون اللعب، مهارة وأداءً وإبداعاً. ففي حضورهم البهيج تذكرنا نصر الأمس، وعشنا معهم عبق الماضي المرصع بالألماس. فقد كانوا أبطالاً، وها هو نصر اليوم يعود بهؤلاء الأبطال، وسيجدد في الغد علاقته الأكيدة بالكؤوس ليحلو الوصال. فما شاهدناه يوحي لنا ويؤكد أن هناك عملاً مقنعاً وواضحاً تقدمه إدارة النصر. بمدرب مبدع وموهوب يزرع الثقة في الفريق ويعلّمهم كيف يصنع فريقاً متوازناً بلغة كرة هذا العصر. وقد كان هذا واضحاً وجلياً في أداء الفريق، فكانت الثقة والروح عالية، والإبداع والإمتاع صفة متجلية، وهذا هو النصر نبض الأرض، ومَنْ يبهر الخصوم بفنه طولاً وعرضاً. وسيكون لهم في الأيام القريبة المقبلة فرحة، بما يسعد به جمهوره ليرفع بعدها الكأس ويقبلها. ونحن جمهورك يَا عالمي سنبقى معك عوناً وسنداً. لأن علاقتنا معك علاقة حب ووفاء، وستبقى كذلك في القلوب نبضاً وصفاءً. شكراً فيصل بن تركي، وشكراً لكل لاعب، شكراً لمَنْ أعاد هيبة النصر وزرعها هنا وهناك، شكراً لكل مخلص لهذا الكيان، وشكراً لجمهورالعالمي في كل مكان. وتذكروا أن في القريب العاجل ستكون لنا وللذهب حكاية، سيسطرها أبطال النصر بعد أن تكتمل فصول الرواية. ليعيد العالمي أمجاد العالمية، التي هي بالفعل لغيرهم صعبة قوية.