اتسع شرخ الانقسام بين فتح وحماس وغابت أجواء المصالحة بعدما ظهرت خلافاتٌ إلى العلن بين رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، عزيز دويك، ورئيس كتلة فتح البرلمانية، عزام الأحمد، خلال لقاءٍ جمع الاثنين في مقر منظمة التحرير بمدينة رام الله. وهاجم الطرفان بعضهما البعض بألفاظٍ غير لائقة وسط اتهامٍ من الأحمد لدويك باستخدام الإعلام لتوتير أجواء المصالحة، فيما طالب الأخير فتح بإبعاد الأحمد عن رئاسة وفد حركته للحوار مع حماس. من جانبه، اعتبر النائب في المجلس التشريعي، الدكتور حسن خريشة، أن ما حدث بين دويك والأحمد يكشف النوايا الحقيقة للطرفين وأن المصالحة صعبة المنال حالياً. وقال خريشة، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، إنه كان من الأجدر أن يترجم دويك والأحمد النوايا الطيبة والحسنة أمام الشارع الفلسطيني وأن لا يدخلا الحوار بينهما إلى مرحلة التلاسن «فلا يجوز التلفظ بما جاء على لسانهما تجاه بعضهما البعض»، حسب قوله. وأكد خريشة ل «الشرق» أن الطرفين مطالبان بعقد جلسة لتصفية النوايا تفادياً لعرقلة المصالحة الفلسطينية. وهاجم خريشة فتح وحماس، ووصف لقاءاتهما في القاهرة ب «أنها جاءت رضوخا لإرادة الشارع الفلسطيني المطالِب بإنهاء الانقسام»، وأضاف «الطرفان يبيعان الوهم للفلسطينيين ولم يقدما شيئا ملموسا يشعر الفلسطينيون معه ببوادر المصالحة، وإنما باتا في انتظار آمال خارجية». بدورها، رفضت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الدكتورة حنان عشراوي، بشدة تهجم دويك على المنظمة والقائمين على الندوة السياسية التي شارك فيها الأحمد داخل مقرها، في حين دعا النائب الأول لرئيس البرلمان، الدكتور أحمد بحر، إلى عقد محاكمة شعبية للأحمد بعد «الإساءة البالغة التي وجهها إلى دويك»، حسب قوله. أما عضو اللجنة المركزية لفتح، عباس زكي، فوصف ما تعيشه المصالحة خلال المرحلة الحالية ب «الكارثة نتيجة عدم وضوح الرؤية لدى القيادة السياسية الفلسطينية». وأوضح ل «الشرق» أن القضية الفلسطينية باتت في مهب الريح نتيجة الانقسام، ولفت إلى أن ما حدث بين دويك والأحمد أمر مؤسف، مبيِّناً أن هناك لجنة تم تشكيلها للبحث في الملف. واتهم زكي إيران ودولاً إقليمية بالتدخل لإحباط تحقيق المصالحة، وتابع «نحن مع كل من يحارب إسرائيل ولا ندخل في النوايا، أما العرب والأوربيون والأمريكان فلن ينظروا لحقوق الفلسطينيين طالما ظل الانقسام، هم مستفيدون في الوقت نفسه من استمراره».