يوجد بائع داخل المحل، ويوجد آخر خارجه، البائع الأول يبيع السلعة ب»خمسة وعشرين» ريالاً، والبائع الثاني يعرض السلعة نفسها ب»عشرة ريالات»، الأول باع ثماني حبات في يومه، والثاني باع 88 حبة في نفس اليوم، البائع الأول ربح 100 ريال من بيع السلعة، والثاني ربح 250 ريالاً. وهذا ما يشعل التنافس بين تجار المحالات التجارية، وبين تجار البسطات، ليس في الأحساء وحدها، ولكن في أسواق المملكة. إذ أبدى عدد من تجار المحلات التجارية في الأحساء استياءهم من منافسيهم من باعة الأسواق المتنقلة (المفترشين)، مشيرين إلى أنها تؤثر على دخلهم بنسبة لا تقل عن 40%، مضيفين أنهم علاوة على ذلك، يتكبدون مصاريف أخرى كإيجارات المحلات والكهرباء والتخزين، الأمر الذي جعلهم يفكرون في تأجير عمال، ومنحهم بضائع لبيعها أمام أبواب محلاتهم، حتى لا يتجنبوا المنافسة مع الآخرين. وأكد تجار الأسواق المتنقلة أنهم يحظون بإقبال جمهور المستهلكين، نظراً لانخفاض أسعارهم عن مثيلاتها في المحلات التجارية بنسبة 25% وأحياناً تصل إلى 50%، وبالنسبة للزبائن، ففي إطار البحث عن البديل مع ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش الذي ساد مختلف أنواع البضائع والمنتجات، اتجه الناس خاصة أصحاب الدخول المحدودة والمتدنية إلى الأسواق المتنقلة التي تقام في مدن الأحساء وقراها، بالإضافة إلى تجار آخرين يعرضون بضائعهم منفردين في سيارات هايلوكس أو تحت مظلات الشمس على الطرق، أو بالقرب من الجوامع، وتشمل بضائعهم الملابس والمستلزمات الدراسية والأدوات المنزلية والألعاب، بالإضافة للخضار والفواكه. وأكد باسل العلي أحد أصحاب محلات الخضار أنه يعاني من خسائر تصل إلى 40% بسبب الباعة المتنقلين، الذين يضربون أسعاره بأسعار مخفضة، تجذب الزبائن الذين يبحثون عن الأسعار المتدنية، دون النظر لجودة التخزين للفاكهة المباعة التي تكون مكشوفة في الأجواء المناخية المختلفة». ويذهب إلى أنه «من غير الممكن أن يخفض أسعاره مثلهم، كونه مطالبا بدفع إيجارات ومصاريف تخزين وغيره من الأمور التي لا يعرفها التجار المتنقلون». ويؤكد عبد العزيز الأحمد تاجر أدوات منزلية وملابس أن محلاته تعاني من تأثير الأسواق المتنقلة على دخله العام»، مشيراً إلى أنه عمد أخيراً لتجاوز المشكلة لإرسال عمالة بجزء من بضاعة محلاته للبيع في الأسواق المتنقلة وهي تلقى إقبالاً، منوهاً إلى أنه ليس كل ما يباع في هذه الأسواق أرخص من المحلات، ولكن سيطرة هذا المفهوم الخاطئ على الناس هو الذي يخدم هذه الأسواق». ويشير إلى أن انخفاض أسعارها نتيجة طبيعية كون بعض هذه البضائع مستعملاً وبعضها من بضائع متخلفة في الجمارك وبيعت بأسعار منافسة وبالجملة ضمن الحراج الذي يقام عادة بعد عدم مراجعة أصحابها من المستوردين وبالتالي تباع في الحراج». أكد إبراهيم أبو عبد الله (تاجر متنقل) أن بضائع الأسواق المتنقلة تحمل نفس جودة المحلات التجارية، مع فارق في السعر يصل إلى 25% ، وفي بعض الأحيان 50%، منوهاً إلى أنه لا مبرر لدى أصحاب هذه المحلات لرفع أسعارهم سوى تكبيد الزبون حمل المشاركة في تسديد إيجارات المحلات والعمال والكهرباء وغيره من الأمور التي لا علاقة له بها.