في الآونة الأخيرة أشغلنا أنفسنا وانشغلنا بالنيل من وزير الصحة بسبب قضية (رهام والآيباد) وكأننا المخلصون والمنقذون لرهام من مرضها القاتل – شفاها الله – فمواقع التواصل الاجتماعي تموج بالنكت والتغريدات الساخرة، وخدمة (الواتساب) تشتعل بالسخرية من فعلة الوزير. لن أقف محاميا عن الوزير، ولست في مقام الدفاع عنه، فهو يعرف كيف يدافع عن نفسه، ولكنني «أأسف» على السطحية في التفكير، التي أوصلتنا إلى هذا الحال المتردي، الذي جعلنا ننشغل بالسخرية من فعلةٍ قد تكون صحيحة أو قد لا تكون، ولم نقدم على الأقل ما يخدم القضية أو نكف عن الحديث فيما لا يعنينا. من وجهة نظري، أرى أن الوزير قد أجرى العقوبات النظامية الصارمة في حق المتسبب كأقصى ما يمكنه فعله، أما شفاء رهام فليس بيده إنما بيد الله سبحانه، ونحن نلوك الوزير بألسنتنا، ونجرده من ذنوبه، ونتحملها نحن، فأي جنون هذا؟! خذوا مثالا آخر: وزير المالية، كم ناله من التجريح والنقد اللاذع؟ كم انشغلنا بتعداد عيوبه؟ كم جمعنا وطرحنا وقسمنا وضربنا حتى نصل إلى رقمٍ نتوقعه يذهب لصالحه؟ كم وكم وكم، وأخيراً ها هو الوزير مازال يمسك بحقيبة وزارته، ولم يضره ما قيل، ولم يأبه بما سمع، والخاسر الأوحد نحن.