تذكرت أمس مقولة أو طرفة غير محمودة قالها أحد زملاء العمل ممن عرف عنهم خفة الدم وتأليف (النكت)، وإن كانت مقولته تعتبر مرفوضة؛ لأنها تدخل ضمن عدم الاستتار عند البلوى، فقد هداه الله بعد غفلة فأدى فريضة الحج، وعند عودته من الحج عاد لهوايته في خلق (النكت) على نفسه، (هو لا يؤذي أحدا) فقال: عندما رميت الجمرات عاتبني إبليس قائلا (حتى أنت يا فلان، أفا بس أفا) كناية عن استغراب إبليس لأن يرجمه صاحبنا هذا وقد كان يرضيه في الرضوخ لإغوائه ووساوسه، فاعتبره إبليس صديقا له، يمون عليه ولا يتوقع منه أن يرجمه. العبارة في حد ذاتها طريفة تدعو للضحك، وشر البلية ما يضحك، لكنها في النهاية وبعد سكرة الضحك تدعونا لأن نعود للفكرة وننصح صاحبنا أن يكف عن تجريح حجه وتشويه سمعته بالإيحاء بأن سمته الذنوب والضلال وأن (كم كلمة قالت لصاحبها دعني) وكم كلمة لا تحسب لها حسابا تهويك في النار سبعين خريفا . على أي حال نحن نركز على معاتبة القول أكثر من معاتبة العمل، ربما لأننا (ظاهرة صوتية) نثق في القول ولو لم يقرن بعمل، ونصدق القول مهما سبقه من عدم صدق ونكتفي بالتصريح بالقول عن التوضيح بالعمل، لذا فإن آمالنا وخططنا واستراتيجياتنا وإنجازاتنا هي مجرد أقوال لا أفعال، وهذا ما جعلنا نتوقف في وقت يركض فيه من حولنا بكامل سرعتهم، ويتطورون ونحن نكتفي ب(التنكيت) على إنجازاتهم والتعليق عبر (التويتر) على حالنا وحالهم بمقارنات مبكية، محزنة، مخزية نمارس من خلالها جلد ذاتنا دون عمل، وفضح عيوبنا دون علاج، تماما مثل صاحبنا الذي رغم حجه أراد أن يرسخ أن سلوكياته كانت تقربه من (إبليس) إلى حد استغراب الرجم، لكن المؤكد يا سادة يا كرام أن كل وزير ومسؤول وموظف لم يقم بعمله وواجباته كما يجب، ومضت فترة وزارته أو مسؤوليته دون أن يحقق طموحات وطنه وواجبات منصبه وتسبب في توقفنا، ليس بأبعد من صاحبنا عن (إبليس) وربما قال له عند الرجم (حتى أنت) ولكن لم يعلنها بمثل صراحة صاحبنا . www.alehaidib.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة