أبها – سارة القحطاني دخلي الشهري يقارب 40 ألف ريال استطاعت الشابة السعودية أسماء النخيفي، وهي في الثامنة عشرة من عمرها، دخول معترك الحياة، راسمة خط سير يحكي قصة كفاح يمثل نموذجا مشرفا للفتاة السعودية الطامحة، حيث شقت طريق التجارة وباتت أصغر سيدات الأعمال في المنطقة الجنوبية خصوصا، وفي المملكة بوجه عام. وفي جردة حساب سريعة، تكشف النخيفي أنها بعد 7 سنوات على انطلاقتها تمكنت من تأهيل 2800 فتاة لدخول سوق العمل، من خلال مركز تدريب أنشأته ليساعد على تأهيل الفتيات ولسد حاجة سوق العمل النسائي، عبر إعطاء دورات تأهيلية في فنون التجميل والخياطة والتفصيل وفن الديكور والفن التشكيلي، بالإضافة لدورات في فنون الإتيكيت والتعامل مع الآخرين. وقد رصدت «الشرق» خلفيات رحلة أسماء التجارية المثمرة التي استغرقت 7 أعوام من النجاح، حيث أكدت في حديثها: أنها في البداية انتسبت إلى برامج التأهيل الشامل، ثم حصلت على دبلوم في فن الخياطة، ومن هنا تبلورت فكرة إنشائي لمشروع يخدم فتيات المنطقة. وتضيف: أما انطلاقتي الفعلية فكانت بعد أن حصلت على دعم مادي قدره 50 ألف ريال من وزارة الشؤون الاجتماعية كمساهمة لكل منتسبة للبرنامج. وأما دخولي في مجال التجميل فقد كان ذلك من خلال حصولي على شهادة الاتحاد العالمي للتزيين في دبي. وتقول: بدأت أبحث عن المجالات التي يمكن أن تتعايش معها الفتاة في حدود شريعتنا الإسلامية فوجدت أن مجالات التجميل بمختلف فروعها تعتبر الأنسب، كما أنها تخدم المرأة وتستطيع أن تنجح بها، فأنشأت مركز تدريب يساعد على تأهيل الفتيات لسد حاجة سوق العمل النسائي، بإعطاء دورات تأهيلية في فنون التجميل والخياطة والتفصيل وفن الديكور والفن التشكيلي، بالإضافة لدورات في فنون الإتيكيت والتعامل مع الآخرين. وتضيف: واجهت صعوبات كثيرة في بداية طريقي بسبب صغر سني وعانيت من عدم تقبل المجتمع لهذا المجال، خصوصا أنه مجال يستحوذ عليه الأجنبيات بشكل كبير، فرسخ في أذهان المجتمع أن هذا المجال يخص الأجنبيات وغير مسموح للسعوديات، كما أن المردود المادي في البداية كان ضئيلا جدا. وتؤكد أسماء: ولكن بفضل الله أولا ثم دعم أسرتي ماديا ومعنويا وبالعزيمة والإصرار تجاوزت تلك الصعوبات وأصبحت ناجحة في عملي. وتؤكد على ذلك بقولها: إيماني بقدراتي على تحدي الصعاب سر نجاحي وبالصبر والعزيمة أصبح المردود المادي أضعاف مضاعفة عن بداياتي فدخلي الشهري الآن يقارب ال 40 ألف ريال، كما أن عدد خريجات المركز منذ انطلاقته بلغ 2800 متخرجة، منهن من قررت أن تمارس عملها في المشاغل التي تملكها أخريات، ومنهن من بادرت بإنشاء مشغل نسائي خاص بها، ومنهن من تكفل بها برنامج عبداللطيف جميل. وتقول: لدي الآن في المركز أربع موظفات سعوديات واثنتين أجنبيات ومن خلال عملي هذا ساهمت كثيرا في الاقتصاد الأسري لعائلتي كما أنني دعمت إخوتي ماديا للدراسة بالخارج . وكل ما أسعى إليه الآن هو إيجاد فرص توظيف أكبر للفتاة السعودية، كما أسعى لتحسين نظرة المجتمع للفتاة العاملة. وتذكر أسماء بأنها شاركت في معرض فنون التجميل بدبي تحت رعاية الشيخة فاطمة كما كان لها مشاركة لورشة عمل الملتقى الرابع بالرياض على شرف الأميرة حصة الشعلان، كما كانت عضوة في اللجنة النسائية لسيدات الأعمال بغرفة أبها. وتتمنى على الجهات المسؤولة إقامة مهرجانات لعروض الأزياء وتنظيم مسابقات لخبيرات التجميل على مستوى المنطقة. كما تدعو الفتيات للاستثمار المهني الأمثل لشغل أوقات فراغهن ولتحقيق حياة كريمة لهن ولأسرهن، لأن الفتاة السعودية سواء أكانت موظفة أو ربة منزل فهي بلا شك قادرة على صنع النجاح بإبراز طاقاتها الدفينة. المركز المخصص لإقامة الدورات (الشرق)