أعلن الأمين العام لمؤتمر صحوة العراق، الشيخ أحمد بزيع أبو ريشة، أن مشروع توجه المعتصمين من محافظة الأنبار إلى العاصمة بغداد مازال قائماً، في الوقت نفسه يبحث ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، مارتن كوبلر، إمكانية إيجاد حل مشترك لتنفيذ مطالب المتظاهرين الذين أتموا اليوم شهرين من الاحتجاجات. وأبلغ متظاهرو الأنبار وفد الأممالمتحدة الذي زار الفلوجة أمس الأول بعدم رغبتهم في إسقاط الحكومة والنظام، مؤكدين عدم تلقيهم دعماً من أي جهة سياسية أو من الخارج، وأن تمويلهم يأتي من تبرعات 78 عشيرة بمبلغ 500 ألف دينار شهرياً. من جانبه، قال النائب عن ائتلاف دولة القانون، صادق اللبان، إن الحكومة والقوى السياسية تقدر اهتمام الأممالمتحدة بخصوص التحرك نحو الوصول إلى حلول حقيقية ما بين الحكومة والمتظاهرين، واصفاً تصرف كوبلر ب «الممدوح». وتمنى «اللبان» أن تؤدي مخرجات هذه الزيارة إلى إنهاء الصدامات والتظاهرات بشكل يرضي الطرفين، معتقداً أن الحكومة ستكون داعمة لهذا الاتجاه على أن لا تفرض الأممالمتحدة شيئاً على الوضع السياسي العراقي وأن لا تحاول إغفال حق أي جهة لمنع خلق مشكلة جديدة. واعتبر «اللبان» أن تدخل الأممالمتحدة كان هادئاً وإيجابياً بدون ضغوط أو تدخل على حساب السيادة العراقية. بدوره، قال الناشط في لجان تنسيق تظاهرات الأنبار، إياد النايف، إن المتظاهرين أوضحوا للوفد أنهم سلميون ولا يريدون إسقاط نظام أو إقالة حكومة «مع أن ذلك من حقنا لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة»، حسب قوله. وأضاف «سلَّمنا مطالبنا لوفد الأممالمتحدة وأخبرناهم أنها غير قابلة للتفاوض ولأننا سننتظر تنفيذها»، وتوقع أن «يدعم تقرير الأممالمتحدة مطالب المتظاهرين في كل الأحوال». وتابع «قلنا لهم إن أبرز مطالبنا إلغاء قواعد المساءلة والعدالة التي يتم تنفيذها بتمييز، وإنقاذ المعتقلين الذين اعترفوا بقيامهم بأعمال إرهابية تحت التعذيب أو أولئك الذين أُخِذُوا بكيد المخبر السري»، مردفاً «طالبنا بنقل أماكن محاكمتهم إلى مناطقهم أو مناطق محايدة كإقليم كردستان أو حتى كركوك، وطالبنا أيضاً بإطلاق سراح السجينات اللائي تعرضن للاغتصاب ومعاقبة الفاعلين». في سياقٍ متصل، قال الشيخ أحمد أبو ريشة، وهو حليف سابق لرئيس الوزراء نوري المالكي، إن بغداد عاصمة كل العراقيين وإن من حق أي مواطن زيارتها أو التظاهر والاعتصام فيها لإيصال صوته للمسؤولين بعد أن أغلقت الحكومة آذانها وتجاهلت مطالب المعتصمين في الأنبار وباقي المحافظات العراقية»، حسب اعتقاده. وأكد الشيخ أبو ريشة، الذي ورث قيادة مجالس الصحوات العراقية عن أخيه الشهيد عبد الستار أبو ريشة، أن المتظاهرين مازالوا يؤكدون حتى الآن أن الحكومة لم تستجب لمطالبهم رغم أن اللجنة الوزارية اتخذت إجراءات تمثل تنفيذاً لمطالبهم كإطلاق سراح موقوفين ومحكومين وإنجاز المعاملات التقاعدية لآلاف المشمولين بإجراءات المساءلة والعدالة، ورأى أن الأمر في أغلبه «مجرد تصريحات لا أكثر». وكان متظاهرو الأنبار قد كشفوا عن نيتهم التوجه الجمعة الماضية إلى بغداد لأداء صلاة موحدة في جامع أبي حنيفة النعمان الواقع في منطقة الأعظمية، إلا أنهم لم ينفذوا قرارهم بسبب مطالب جهات سياسية ورجال دين. ودعا متظاهرو الأنبار عشائر ووجهاء المحافظات الجنوبية إلى الوقوف معهم ضد احتمالات قيام القوات الأمنية بمواجهتهم بالسلاح لإنهاء اعتصاماتهم التي تدخل يومها الستين، فيما تواصلت الاحتجاجات أمس في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين. وذكر المتحدث باسم اللجان التنسيقية لتظاهرات الأنبار، الشيخ سعيد اللافي، أن متظاهري الأنبار يستعدون لإقامة تظاهرة حاشدة اليوم بمناسبة مرور ستين يوماً على انطلاق تظاهراتهم في ساحة العز والكرامة»، وأضاف «سيكون اسم التظاهرة «يوم الحشد» لتذكير الحكومة بالحشود المحتجة في الأنبار وبقية المحافظات». وبيَّن اللافي أن مسألة الذهاب إلى بغداد لأداء الصلاة في جامع أبي حنيفة أصبحت مشروطة باستحصال الموافقات الأمنية من الحكومة المركزية وتوفير الحماية اللازمة للمصلين. واتهم معتصمو الأنبار الحكومة بمحاولة «تأجيج الفتنة الطائفية» في البلاد بعد قرار وزارة الداخلية بنقل ألف شرطي من البصرة إلى محافظتهم، وناشدوا عشائر تلك المناطق ب «قطع الطريق» على مخطط الحكومة وعدم السماح لأبنائهم في الجيش والشرطة بتنفيذ أوامر الداخلية ضد المتظاهرين والمعتصمين في المحافظات «المنتفضة». .. ومفرج عنه يقبِّل بناته بعد إطلاق سراحه (رويترز)