كرّمت القنصلية الجزائرية في جدة، مساء أمس الأول، ستة أدباء سعوديين ممن أسهموا في دعم الثورة الجزائرية، بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال الوطني الجزائري. وقال القنصل الجزائري في جدة صالح عطية، إن المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الدول التي دعمت «ثورة المليون ونصف المليون شهيد». وفي كلمته، التي افتتح بها ندوة «الثورة الجزائرية في الشعر السعودي»، أشار القنصل الجزائري إلى كم الشعر السعودي الذي واكب الثورة الجزائرية ووقف إلى جانبها. وقال إن الشعب الجزائري يتذكر مواقف الملك سعود العظيمة في مساندة ثورة الجزائر على الفرنسيين قبل خمسين عاماً، ورأى أن تلك الثورة كانت ملهمة للشعراء العرب والسعوديين، وكانت بالنسبة لهم هي النموذج. من جانبه، رأى مدير عام وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة السفير محمد أحمد طيب، أن ما قام به الجزائريون يعدّ ملحمة تاريخية في الجهاد والنضال، وأن الشعراء السعوديين استجابوا لها وقدّروها، موضحاً أن هذه الثورة أصبحت نبراساً لبقية الشعوب التي كانت ترزح تحت نيران الاستعمار. وفي الجانب الأدبي من الندوة، قدم الدكتور محمد عبدالله الدوسري ورقة تناول فيها الثورة الجزائرية في الشعر السعودي، مشيراً إلى أن الثورة الجزائرية أصبحت محوراً من محاور الأدب السعودي، وأن «يوم الجزائر» كان يشكل مهرجاناً شعرياً يتبارى فيه الشعراء لإظهار قصائدهم في حب الجزائر، والإشادة بثورتها. وقدم الدكتور عبدالله عودة العطوي ورقة لخّص فيها طريقة تصوير الأدب السعودي للثورة الجزائرية، راصداً أكثر من أربعة آلاف بيت من الشعر السعودي قيل في الثورة الجزائرية، لافتاً إلى أن الشاعر عبدالله بن عبدالوهاب هو أكثر الشعراء كتابة في الثورة الجزائرية، يليه الشاعر سعد البواردي، الذي وصفه بأنه «شاعر الثورة الجزائرية». بعد ذلك، قرأ الشاعر الدكتور زاهر عواض الألمعي نماذج من قصائده في الثورة الجزائرية، قبل أن يقرأ الشاعر سعد البواردي بعض أعماله «الجزائرية»، تلاهما الشاعر إبراهيم طالع، الذي ألقى مقاطع من قصيدته الشهيرة «من وحي الشهيد». واختُتمت الندوة بتكريم السعوديين المساهمين شعرياً وبحثياً وإعلامياً في دعم الثورة الجزائرية، وهم: الأديب الراحل عبدالقدوس الأنصاري، الدكتور زاهر عواض الألمعي، الشاعر سعد البواردي، الدكتور محمد الدوسري، الدكتور عبدالله العطوي، ومنسق الندوة الشاعر إبراهيم طالع. وأقيمت الندوة بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري الدكتور بوعبدالله غلام الله، والسفير الجزائر عبدالوهاب دربال. ومن الأدباء السعوديين حضرت مجموعة كبيرة، بينهم: الدكتور عبدالمحسن القحطاني، حسين بافقيه، محمد باوزير، أحمد عايل، عبدالعزيز الشريف، وجابر الدبيش.