شن عدد من مثقفي جازان هجوماً على الأعضاء المتمسكين بمقاعدهم في مجلس إدارة نادي جازان الأدبي، وعلى المثقفين الذين تحولت مواقفهم من معارضة إلى راغبة في التريث، بعد تقديم الرئيس والمسؤول الإداري في المجلس استقالاتهما الخميس الماضي لوزارة الثقافة والإعلام. ووجه عضو مجلس إدارة النادي السابق الدكتور خالد الشافعي نقداً حاداً لمن تبقَّى من أعضاء مجلس الإدارة الحاليين، على صفحته في «فيسبوك» وطالبهم بالاستقالة، مشدداً على أنه مع حل المجلس، وأنه سجل اسمه مع المطالبين بعقد جمعية استثنائية لنزع الثقة من المجلس، معتبراً أن في بقاء أعضاء المجلس «تكريساً لمفاهيم مغلوطة، وستبنى عليه مواقف انتهازية». وقال: «يبدو أن وراء الأكمة ما وراءها»، واصفاً المجلس الحالي بأنه مجلس «تصريف للأعمال فقط»، حتى يُنتخب مجلس جديد، موضحاً أنه لا بد للجمعية العمومية أن تبتَّ في الأمر بحل المجلس عاجلاً. وبيَّن أن ما عجز عنه المجلس في فترته الماضية من تحقيق النجاح، لن يستطيع تحقيقه في المستقبل. كما انتقد بشدة من أسماهم ب «الصامدين القدامى»، المتحولين إلى «الصامتين الجدد»، حسب تعبيره، حين تراجعوا عن انتقاد المجلس ومعارضته، وتناقض موقفهم، وطلبهم «الهدوء والتريث وإعطاء المجلس وقتاً للعمل بعد التدوير واستقالة الرئيس والمسؤول الإداري»، محملاً المجلس بأكمله مسؤولية تلك الكبوات. وقال موجهاً حديثه إلى «المعارضين المتحولين»: «إلى الصامدين القدامى الصامتين الجدد، الأعمال بخواتيمها، هل معنى كلامكم أنه قد خرج السيئان وبقي الطيبون المغلوبون على أمرهم طيلة عام ويزيد؟ يا عيني». وكان رئيس مجلس إدارة النادي، محمد يعقوب، والمسؤول الإداري علي زعلة، قدما استقالتهما، بعد يوم من إلغاء الجمعية العمومية للنادي، التي كان مقرراً انعقادها يوم الأربعاء الأسبوع الماضي، إلا أن عدم اكتمال النصاب حال دون ذلك. كما وجهت المستقيلة سابقاً من مجلس إدارة النادي نجاة خيري انتقادها للأعضاء المتبقين في المجلس، معتبرة أنهم «شركاء في كل ما حدث، وتواطأوا بالصمت، ولم ينكروا الأخطاء التي نتجت عنها هذه الصراعات»، مطالبة بحل المجلس، الذي «فقد رؤيته وحكمته ودوره». وعن بروز أسماء جديدة كانت صامتة وتنادي حالياً بحل المجلس، أوضحت خيري أن الأسماء «الثائرة» الآن، التي تنادي بالحل أو التدوير، لم تحرك ساكناً سابقاً، وأن دوافعهم الحالية «عاطفية». من جانبه، قال عضو الجمعية العمومية إبراهيم معافا: إن المجلس الحالي حاول، منذ أكثر من عام، أن يصنع منا أدوات تؤمِّن على كل ما يقولون ويفعلون. يريدون أن ينالوا بنا فقط شرعية قرارات أحادية من قبلهم، موضحاً أن المجلس «غير قادر على الوفاء بمسؤوليته تجاه ثقافة جازان ومثقفيها، وأن التدوير ما هو إلا تقاسم للسلطة يريد كل منهم أن يحظى بنصيب منها»، مشدداً على ضرورة حل المجلس، وأنه يتشرف بدعوته لحل المجلس، رافضاً التحولات في المواقف لأجل مصلحة أو هوى شخصي. أما عضو الجمعية العمومية أحمد عداوي، الذي تغير موقفه مؤخراً إلى معارض للمجلس، فقال: إنه آثر الصمت في السابق ليعطي المجلس فرصة للعمل، ولكنه الآن يدعم حل المجلس، مبدياً استغرابه من تغير مواقف من كانوا ينادون سابقاً بحل المجلس، لافتاً إلى أن هذا الأمر يعطي مؤشراً بأن المسألة غير خاضعة لمصلحة ثقافة المنطقة. بدورها، قالت عضو الجمعية العمومية خديجة ناجع: إن الفشل نتيجة حتمية لمجلس تشكل بطريقة «غير شرعية»، تدخلت في التصويت لانتخابه أياد خفية، ما أدى إلى دخول غير المثقفين في عضويته، كما أن المجلس تجاهل اللائحة والجمعية تماماً، مخيباً آمال الجميع، المتفقين والمعارضين، مشددة على أن الأعضاء الباقين في المجلس غير قادرين على العمل، وأنهم بحاجة إلى مجلس منتخب جديد.