* الكلمات في الحديقة، كان هناك طفلان. سأل الطفل الأول صديقه الطفل الثاني. – لماذا لا يخرج صوت للأشياء التي نفكر فيها؟! فكّر الطفل الثاني طويلاً واستغرب هو أيضاً. – صحيح.. كيف لا يسمع الإنسان تفكير أخيه الإنسان؟! لمعت في عين الطفل الأول فكرة. – دعنا نتحدث لبعضنا دون كلام، وسنرى إذا كان أحدنا سيسمع الآخر. جلس الطفلان في مواجهة بعضهما البعض. فكّر الطفل الأول في الأسئلة التالية. – لماذا اخترتك صديقاً لي؟! لماذا أحرص كل يوم على لقائك واللعب معك؟! لماذا حين نتخاصم نتصالح بسرعة؟! ولماذا نحب حارتنا كثيراً؟! كان هناك عصفوران على الشجرة يراقبان ما كان يحدث، ويسمعان كل ما كان الطفلان يفكران فيه.. ابتسم العصفوران ثم حلقا فوق رأسي الطفلين.. ومن بين أجنحتهما كانت الكلمات تتساقط على الأرض مسموعة. التقط كل طفل كلماته، ووضعها في جيبه ثم غادرا الحديقة. * الريح كان الجبل طيلة حياته يهزأ بالوادي قائلاً. – أنا الجبل الأشم. أنا الذي تصطدم الغيوم بي، ثم تمطر. أنا الذي أجعل المطر يسيل إليك ويملؤك بالماء والعشب. أنا الأشم وأنت المستلقي تحت قدميّ. وكان الوادي لا يرد على غطرسة الجبل. يتركه يقول ما يشاء دون أن يرد عليه. يظل صامتاً للناس، وهم يستفيدون من مائه ويزرعون على ضفاف أرضه حقولهم. لا يرد الوادي على غطرسة الجبل، بل يتركه للريح التي تهب عليه من كل اتجاه وتعري صخوره.