ساعة للخليّة .. وساعة للعصافير .! فينا يا صاحبي مخازن وجد .. ومستودعات بوح .. ُننسّم عنها (بالفضفضة) حتى لا تفيض (بنا) وُتغرقنا .! الكلمة احتياج ، إمّا أن نقولها فتريحنا .. أو ندعها تموت في ( لغاليغنا ) .. و(نبلعها) ، ونشرب مويتها.! والناس يا صاحبي أشجار ، في هذه الحديقة (الحياة) .. أصلها نواة (حُب) .. انقسمت ونبتت .. وأزهرت .. تحت عين الشمس في النهار.. وكحلت عيونها الأقمار.. في ليلة " تقول للتسهيد لا ترحل .. يا فاتنا لولاه ما هزني .. شوق ولا طعم الهوى طاب لي " .! والتسهيد عذاب ، يستعذبه الشعراء ، أهل الصّبابة .. يبيتون فيه .. ويصبحون عليه .. ينامون على بحور القصيدة .. تسكنهم أبيات الشعر من العجز إلى الصدر .. في حلم طويل يتحول فيه السؤال إلى موّال : يا ليل الصبّ متى غده .. أقيام الساعة موعده ؟! رقد السمّار وأرّقه .. أسفٌ للبين يردّده .. والنوم سلطان إلا على ( الأحلام ) يا صاحبي .. كأنها كرةُ اللاعب ( الحرّيف ) .. تخطُر في (المستطيل الأخضر) .. ُتقيم الناس وُتقعدهم .. ُُتكوّرهم وُتدوّرهم .. وتطويهم وتنشرهم على هواها .! نصبت عيناي له شركاً . في النوم فعزّ تصيّده .! يا من جحدت عيناه دمي .. وعلى خدّيه تورّده خدّاك قد اعترفا بدمي .. فعلام جفونك تجْحده ؟ بالله هب المشتاق كرى .. فلعل خيالك يسعده .! لعل ( وأخواتها ) .. وعسى ( وعمّاتها ) .. وربما ( وخالاتها ).. يتشفع بهن المحبُون ، لرأب الصدع .. وتقريب وجهات النظر.. تمهيدا للجلوس إلى طاولة المفاوضات .. مع إقرار واعتذار المذكور(أدناه) بالأصالة عن نفسه والنيابة عن الجيران .! وقد عُدّل مصطلح (المذكور أعلاه ) ب ( أدناه ) ترقيقا للمعطوف عليه ، ولحفظ مقامات ومنازل القمر ، وللتفريق بين اليد العليا وغيرها .. فما ينبغي ( لشحّات الغرام ) أن تكون (عينه قويّة ) .! * * * تنفسنا الهواء بلا هوانا ، وإنما على هوى الرياح .! تأتي إلينا مرة قبلية شرقية ، يعبق من أنفاسها (الخزامى ) .. ومرة ( بحرية غربية) تأتلق في رؤاها الأصداف واللآلئ .. وربما أتت ( نسمة الجنوب ) من جبالنا السامقة الشاهقة ، ممشوقة مشوقة وشائقة ، بالروح والريحان .. والفل والشيح و(الزعيفران) : " من زمان .. أنا وصغيرة كان في صبي .. يجي من الحراش كان اسمه شادي ".! حكاية ( ترانزستور ) .. تختصر الأمور في سطور : " أنا وشادي غنّينا سوى لعبنا ع التلج ، ركضنا بالهوا كتبنا ع الحجار قصص صغار ولوّحنا الهوى " .! الشاعر هو الشاعر في كل مكان .. " صحرا إن كان أو بستان " .. فالإنسان هو الإنسان .. ويا للكلمة الشاعرة .. تفعل فعلها فينا .. تروي غليلنا .. كأنها الماء البارد ( يسلمّ على القلب ) : " يا طفلة تحت المطر تركض وأتبعها بنظر .. تركض تبي الباب البعيد تضحك على الثوب الجديد ، ابتل .. وابتل الشعر ".! * * * قالت النحلة للعصفور : تذوّق عسلي إنه مكرر .. قال العصفور : أعرف .. لكنني أحب أن أتفرّج عليه من بعيد .! جبان أنت يا عصفور .! و( حويطة ) أنت يا نحلة .. اقترب .. أرني وجهك .. إنه أصفر .. أفضل أن أبقى بعيدا حتى لا يحمَرْ .! أنت من يفسد سمعة النحل يا عصفور.. لست أنا .. وإنّما هي الإبرْ .!! نام النحل وصحا .. نبتت في أفواهه مناقير .. لا بأس .. ساعة للخلية .. وساعة للعصافير .!